تبادُل أسرى بين روسيا وأوكرانيا دون تقدم في محادثات السلام

تبادُل أسرى بين روسيا وأوكرانيا دون تقدم في محادثات السلام
تبادُل أسرى بين روسيا وأوكرانيا

أطلقت روسيا وأوكرانيا، اليوم الاثنين، عملية جديدة لتبادل الأسرى من الطرفين، على أن تستمر على مراحل خلال الأيام المقبلة، في خطوة نادرة من نتائج جولة المحادثات المباشرة الأخيرة بين الطرفين في إسطنبول.

ورغم تحفظ كييف على عدد الجنود المشمولين بهذه العملية لأسباب أمنية، أكدت مصادر رسمية أوكرانية وروسية أن الاتفاق يشمل إطلاق سراح جميع أسرى الحرب من المصابين بجروح خطيرة أو من المرضى، إضافة إلى من تقل أعمارهم عن 25 عاماً، وفق وكالة "فرانس برس". 

وتقرر ضمن هذا الاتفاق المرتقب تبادل رفات آلاف الجنود الذين قُتلوا خلال القتال، في ما يمثل الإنجاز الوحيد الذي أفرزته الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الطرفين منذ بدء الحرب في شباط/فبراير 2022.

بيان وزارة الدفاع الروسية

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أن "الدفعة الأولى من الجنود الروس الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً تم نقلهم من المناطق الخاضعة لسيطرة نظام كييف"، مضيفة أن "عدداً مماثلاً من الجنود الأوكرانيين تم تسليمه في المقابل".

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تصريحاته أن "التبادل الجديد بدأ اليوم وسيتواصل على مراحل في الأيام المقبلة"، موضحاً أن "العملية معقدة وتتطلب استمرار المفاوضات بشكل يومي تقريباً". 

وأشار مركز التنسيق الأوكراني المعني بأسرى الحرب إلى أن الإعلان عن الأعداد النهائية للمفرج عنهم سيتم بعد اكتمال العملية حرصاً على سلامة المشاركين.

تبادل الأسرى الـ66

ووفقاً للمركز ذاته، فإن هذه العملية تُعد التبادل رقم 66 بين موسكو وكييف منذ اندلاع الحرب، بينما صرّح مفوض حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينتس بأن معظم الجنود الأوكرانيين الذين تم تحريرهم في هذه الدفعة وقعوا في الأسر خلال الأشهر الأولى من الغزو الروسي في 2022.

ورغم أن عملية تبادل الأسرى تجري بانتظام منذ بدء الحرب، إلى جانب عمليات تبادل الرفات، لا تُبدي محادثات السلام أي مؤشرات على التقدّم، فالمفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، ولا تزال تسوية النزاع أو حتى التوصل إلى هدنة ثابتة أمرًا بعيد المنال.

تصعيد عسكري مستمر

في الأثناء، تواصل روسيا شن غارات جوية على الأراضي الأوكرانية بشكل شبه يومي. وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن موسكو أطلقت رقماً قياسياً جديداً من الطائرات المسيّرة المتفجرة، بلغ 479 طائرة، استهدفت مدناً ومناطق متفرقة. 

وأعلن الجيش الروسي تنفيذ ضربات على منطقة دنيبروبتروفسك، في تطوّر نادر منذ بدء الحرب، نظراً لموقع المنطقة المتاخم لدونيتسك وزابوريجيا الخاضعتين جزئياً لسيطرة روسيا.

وتُصر موسكو على شروطها المتشددة لتحقيق هدنة، أبرزها اعتراف أوكرانيا بضم روسيا لمناطق عدة، وانسحابها من مساعي الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو). 

ورفضت روسيا مقترحاً لوقف إطلاق نار غير مشروط مدته 30 يوماً تقدّمت به كييف بدعم أوروبي، معتبرة أنه سيمنح أوكرانيا فرصة لإعادة تسليح قواتها بمساعدات غربية.

انسحاب كامل للقوات الروسية

في المقابل، تطالب كييف بانسحاب كامل للقوات الروسية من أراضيها، والحصول على "ضمانات أمنية" حقيقية من الدول الغربية، سواء من خلال نشر قوات أو توقيع اتفاقات أمنية متعددة الأطراف، وتصف القيادة الأوكرانية المطالب الروسية بأنها "إنذارات لا يمكن قبولها".

وفقاً لبيانات رسمية أوكرانية صادرة في ديسمبر 2024، فإن روسيا تحتجز أكثر من 16 ألف مدني أوكراني، بينما لا يُعرف على وجه الدقة عدد الأسرى العسكريين لدى الطرفين، إذ ترفض الجهات الرسمية كشف هذه الأرقام لأسباب تتعلق بالعمليات الجارية.

وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بخرق اتفاقيات جنيف التي تنص على معاملة إنسانية لأسرى الحرب. ونقل عدد من الجنود الأوكرانيين المفرج عنهم لوكالة فرانس برس روايات عن تعرّضهم للتعذيب وسوء المعاملة أثناء فترة اعتقالهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية