روسيا تشن هجوماً على أوكرانيا عشية تبادل أسرى بين موسكو وكييف

روسيا تشن هجوماً على أوكرانيا عشية تبادل أسرى بين موسكو وكييف
عمال الدفاع المدني في كييف يخمدون حرائق الغارات الروسية

شنّت روسيا هجومًا جويًا عنيفًا على العاصمة الأوكرانية كييف، فجر السبت، ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 15 شخصًا، في وقت بدأت فيه موسكو وكييف المرحلة الثانية من أكبر عملية تبادل أسرى منذ بدء الحرب قبل عامين.

وأكد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن العاصمة ومحيطها تعرضا لهجوم روسي مكثف جديد، موضحًا أن أنظمة الدفاع الجوي تصدت لهجوم غير مسبوق من المسيّرات والصواريخ، فيما اندلعت حرائق عدة في أنحاء مختلفة من المدينة جراء سقوط الحطام، وفق وكالة "فرانس برس".

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت ستة صواريخ بالستية من طراز "إسكندر" و245 مسيّرة هجومية من طراز "شاهد" خلال ساعات الليل، مشيرة إلى أن كييف كانت الهدف الرئيسي للهجوم.

وسُمع دوي انفجارات متتالية طول الليل، بحسب شهود عيان فيما ألحق القصف أضرارًا بعدد من المباني السكنية.

هجمات في أوديسا وخيرسون

وقتل خمسة أشخاص، الجمعة، في ضربات روسية استهدفت أوديسا وخيرسون جنوب البلاد، في تصعيد تزامن مع تصريحات روسية بأن أوكرانيا أطلقت منذ الثلاثاء 788 مسيّرة وصاروخًا على الأراضي الروسية، تم اعتراض 776 منها.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن العقوبات الاقتصادية على روسيا يجب أن تتوسع لتشمل "قطاعات رئيسية"، معتبرًا أن موسكو هي من تطيل أمد الحرب، من جانبها، أشارت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى أوكرانيا كاتارينا ماتيرنوفا إلى أن الهجمات تثبت أن روسيا لا تنوي وقف القتال.

وبدأت روسيا وأوكرانيا عملية تبادل أسرى ضخمة تشمل ألف شخص من كل طرف، على مدار ثلاثة أيام، في خطوة اعتُبرت نتيجة ملموسة نادرة للمفاوضات التي استضافتها إسطنبول منتصف مايو.

في المرحلة الأولى التي جرت الجمعة، أُفرج عن 270 عسكريًا و120 مدنيًا من كل جانب. وشهدت منطقة تشيرنيغيف الأوكرانية استقبال العائدين، وسط مشاعر مختلطة من الفرح والدموع، في ظل حضور مكثف لأهالي الأسرى الذين اصطفوا حاملين صور أحبائهم.

لحظات مؤثرة وأسماء مجهولة

خرج الأسرى وقد لُفّت أكتافهم بالأعلام الأوكرانية وسط هتاف وبكاء عائلاتهم، وذكر مصدر أوكراني أن بعض المفرج عنهم كان يُعتقد أنهم في عداد الموتى أو المفقودين، مؤكدًا أن موسكو عادة ما تفاجئ كييف بأسماء غير متوقعة في مثل هذه العمليات.

وشدد الرئيس زيلينسكي على أن هذه هي "المرحلة الأولى من أكبر عملية تبادل أسرى منذ بداية الاجتياح الروسي".

من الجانب الروسي، أكدت موسكو استعادتها 270 عسكريًا و120 مدنيًا بينهم سكان من كورسك تم اعتقالهم خلال الهجوم الأوكراني في صيف 2024. وعدّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بلاده تعمل على صياغة "وثيقة تسوية شاملة وطويلة الأمد"، سيُعرض مضمونها على أوكرانيا بعد انتهاء عملية التبادل.

في المقابل، تنتظر كييف عرض شروطها، وسط ضبابية في ما إذا كانت هذه المبادرات تؤشر إلى تقارب حقيقي أم مجرد مناورات دبلوماسية مؤقتة.

تدخل أمريكي ومؤشرات تفاوض

وفي تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبني بلاده لهذه المبادرة، معتبرًا أنها محاولة لإجبار الطرفين على العودة إلى طاولة المفاوضات. وقال عبر منصته "تروث سوشال": "تهانينا إلى الجانبين. هل يؤدي ذلك إلى شيء ضخم؟"

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، أجريت عدة عمليات تبادل أسرى صغيرة النطاق، لكن هذه العملية تُعد الأضخم حتى الآن.

وتقدّر مصادر حكومية ومنظمات دولية أن آلاف الأشخاص من الجانبين لا يزالون في عداد الأسرى أو المفقودين، وسط مطالبات حقوقية متواصلة بالكشف عن مصيرهم وتوفير رعاية قانونية لهم.

في الميدان، تستمر العمليات العسكرية والهجمات المتبادلة، في وقت يعاني فيه المدنيون وقطاع البنى التحتية دماراً واسعاً وتدهوراً متسارعاً.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية