الأمم المتحدة تحذر: الغارات الإسرائيلية تفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان
الأمم المتحدة تحذر: الغارات الإسرائيلية تفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه البالغ إزاء تداعيات الأنشطة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على المدنيين في لبنان، وذلك عقب سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مناطق مكتظة في الضاحية الجنوبية لبيروت، في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، عشية عيد الأضحى.
وأشار المكتب، في آخر تحديث صدر يوم الاثنين، إلى تسجيل غارات إضافية على قرية عين قانا جنوبي البلاد في الليلة نفسها، ما أدى إلى نزوح جماعي للسكان من الأحياء المتضررة، امتثالًا لأوامر الإخلاء الطارئة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
الهجوم الرابع منذ "وقف الأعمال العدائية"
وبيّن أوتشا أن الهجوم الأخير يعد الرابع من نوعه على العاصمة بيروت منذ تفعيل وقف الأعمال العدائية في نوفمبر 2024. وأكد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ما تزال تؤثر بشدة في المدنيين، وتُضاعف التحديات المتعلقة بالحماية الإنسانية، وتعوق عودة النازحين إلى منازلهم، بالإضافة إلى عرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
قصف متواصل وتدمير واسع
كشف المكتب الأممي عن أن الأعمال العدائية تتواصل بشكل شبه يومي على امتداد الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل، متضمنة قصفًا مدفعيًا، وعمليات هدم، وغارات جوية، لا سيما في المناطق التي يُسجَّل فيها وجود عسكري إسرائيلي أو إقامة حواجز وتحذيرات ميدانية.
وأوضح أن التقييمات الأولية التي أجرتها لجنة إعادة إعمار منطقة بيروت أظهرت حجم الدمار الكبير الناتج عن الغارات، بما في ذلك استهداف مدرسة مخصصة لذوي الإعاقة.
300 عائلة بلا مأوى
ووفقًا للمكتب، دُمِّرت تسعة مبانٍ سكنية بشكل كامل، وتضررت أكثر من 70 مبنى بشكل جزئي. كما تم تدمير 115 وحدة سكنية، ما أدى إلى نزوح نحو 300 عائلة، لجأت غالبيتها إلى منازل أقاربها.
ونبّه أوتشا إلى أن العمليات العسكرية المستمرة ما زالت تمثل عاملًا رئيسيًا في تفاقم الاحتياجات الإنسانية، ولا سيما في جنوب البلاد.
أكثر من 82 ألف نازح
بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة، لا يزال أكثر من 82,000 شخص نازحين في مناطق متعددة داخل لبنان، فيما تمكن أكثر من 981,000 شخص من العودة إلى مجتمعاتهم الأصلية.
يشهد لبنان تصعيدًا عسكريًا متكررًا منذ خريف عام 2024، في أعقاب التوترات الإقليمية المتصاعدة والنزاع الممتد بين إسرائيل وجماعات مسلحة تنشط في الجنوب اللبناني، ورغم الاتفاقات السابقة بشأن وقف إطلاق النار، تشهد المناطق الحدودية والمدن الجنوبية هجمات متفرقة تتسبب في خسائر بشرية ومادية، وتُهدد الأمن الإنساني والاستقرار الاجتماعي، ما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.