مقتل شخصين في ضربتين بطائرتين مسيّرتين مجهولتين في سوريا
مقتل شخصين في ضربتين بطائرتين مسيّرتين مجهولتين في سوريا
قُتل شخصان، الثلاثاء، في ضربتين منفصلتين نفذتهما طائرتان مسيّرتان مجهولتا الهوية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وفق ما أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري المعروفة بـ"الخوذ البيضاء".
وأكدت المنظمة، عبر منصة "إكس"، أن إحدى الضربتين استهدفت دراجة نارية على طريق سرمدا–البردقلي في ريف إدلب الشمالي، وأودت بحياة شخص واحد، وفق وكالة "فرانس برس".
وبيّنت المنظمة أن الضربة الثانية استهدفت سيارة تقل أربعة أشخاص قرب أحد مخيمات النازحين في بلدة أطمة، القريبة من الحدود التركية، وأسفرت عن مقتل شخص آخر لم تُكشف هويته حتى الآن، فيما لم تتضح بعد هوية باقي من كانوا على متن السيارة.
غياب أي تبنٍ للهجمات
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجومين، إلا أن الأنظار تتجه نحو الولايات المتحدة، التي تحتفظ بقوات عسكرية في مناطق شمال وشرق سوريا وتنفّذ بين الحين والآخر غارات جوية، خصوصًا ضد الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وردًا على استفسار لوكالة فرانس برس، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إنه على علم بالتقارير الصادرة عن الخوذ البيضاء، لكنه أشار إلى أنه "لا يملك أي تعليق في الوقت الراهن".
وكانت القوات الأمريكية قد نفذت منذ مطلع العام 2024 سلسلة من الضربات الجوية في شمال غرب سوريا، استهدفت عناصر وقيادات في جماعة "حراس الدين"، التي تعد فرعًا سوريًا لتنظيم القاعدة.
وأعلنت واشنطن في شهري يناير وفبراير مقتل عدد من القيادات البارزة في الجماعة التي ضمت مقاتلين أجانب، والتي كانت تنشط بشكل رئيسي في المناطق الجبلية الوعرة بريف إدلب.
واقع سياسي جديد
وشهدت جماعة حراس الدين تطورًا دراماتيكيًا في أواخر يناير بعد أن أعلنت حلّ نفسها، مبررة القرار بالتغييرات السياسية المفاجئة في سوريا، خاصة بعد أن أطاحت هيئة تحرير الشام (المنبثقة عن جبهة النصرة سابقًا) بالنظام السابق بقيادة بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، وشكلت تحالفًا عسكريًا واسعًا أدى إلى تغييرات كبيرة في مشهد السيطرة بشمال سوريا.
وفي تطوّر مفاجئ، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد التقى الشهر الماضي في السعودية بـ أحمد الشرع، الذي أُعلن عنه كرئيس انتقالي جديد لسوريا، في خطوة رمزية تشير إلى اعتراف غير مباشر بالسلطة الجديدة في دمشق.
وأفادت وسائل إعلام أن ترامب دعا الشرع إلى التعاون مع الولايات المتحدة لمنع عودة ظهور تنظيم "داعش" في الأراضي السورية، في وقت تزداد فيه المخاوف من انبعاث خلايا التنظيم النائمة.
توتر أمني مستمر
وتشهد محافظة إدلب – التي تؤوي أكثر من ثلاثة ملايين شخص، غالبيتهم نازحون – توترات أمنية متواصلة، سواء من خلال الغارات الجوية أو من خلال الاقتتال بين الفصائل المتنازعة.
وتأتي هذه التطورات وسط هشاشة واضحة في الأوضاع الأمنية والإنسانية، وتزايد الخشية من أن تشكل الهجمات الأخيرة مقدمةً لجولة جديدة من التصعيد العسكري في المنطقة.