عنف عنصري يهز بلدة في إيرلندا والشرطة تصف الاضطرابات بـ"هجمات كراهية"

عنف عنصري يهز بلدة في إيرلندا والشرطة تصف الاضطرابات بـ"هجمات كراهية"
عنف عنصري يهز بلدة في إيرلندا

اندلعت، مساء الثلاثاء، أعمال عنف وُصفت بأنها "مدفوعة عنصرياً" في بلدة بيليمينا الواقعة على بعد نحو 48 كيلومتراً شمال غرب العاصمة بلفاست، وذلك لليلة الثانية على التوالي، عقب توقيف مراهقين من أصول أجنبية بتهمة محاولة اغتصاب فتاة مراهقة. 

وأسفرت الأحداث عن إصابة عناصر أمن وإحراق منازل، وسط تصاعد الغضب الشعبي وتحذيرات من خطورة تصاعد خطاب الكراهية في المنطقة، وفق وكالة "فرانس برس".

توافد مئات المحتجين، بعضهم ملثمون، إلى شوارع البلدة مساء الثلاثاء، وأقدموا على إلقاء القنابل الحارقة والزجاجات والحجارة باتجاه الشرطة، ما اضطر قوات الأمن للرد بخراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريق الحشود. 

وأُضرمت النيران في سيارة وعدة حواجز، بينما شهدت منطقة وسط المدينة انتشاراً أمنياً مكثفاً، مع بقاء مجموعات صغيرة من المحتجين في الشوارع حتى ساعات متأخرة من الليل.

أزمة بدأت باعتداء 

بدأت الاضطرابات ليل الاثنين، عقب وقفة احتجاجية أقيمت في الحي الذي شهد اعتداءً جنسياً مساء السبت الماضي، حيث يُتهم مراهقان بمحاولة اغتصاب فتاة مراهقة. 

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الشابين مثلا أمام المحكمة يوم الاثنين، وطلبا مترجماً ناطقاً بالرومانية، ما أدى إلى تصعيد التوترات واندلاع احتجاجات تحوّلت بسرعة إلى أعمال عنف ذات طابع عنصري.

وأكد ريان هندرسون، مسؤول في شرطة إيرلندا الشمالية، أن أعمال العنف تحمل بُعداً عنصرياً واضحاً، مضيفاً أن "الشرطة والأقليات العرقية كانوا مستهدفين بشكل مباشر"، مشيراً إلى أن المتورطين هاجموا منازل وأعمالاً تجارية تابعة لمهاجرين، فيما وصف سكان البلدة الأجواء بأنها "مرعبة"، خاصة بالنسبة للعائلات الأجنبية.

وأعلنت الشرطة عن إصابة 15 شرطياً خلال المواجهات، نُقل بعضهم إلى المستشفى، كما تم توقيف رجل يبلغ من العمر 29 عاماً واتهامه بالمشاركة في أعمال شغب وارتكاب سلوك فوضوي. 

وأسفرت الاعتداءات عن إحراق أربعة منازل، وتحطيم نوافذ وأبواب منازل ومتاجر، في وقت تتواصل فيه التحقيقات في ما وصفته الشرطة بـ"هجمات كراهية منظمة".

خوف بين المهاجرين 

قالت كورنيليا ألبو، وهي مهاجرة رومانية تبلغ من العمر 52 عاماً وتسكن قبالة أحد المنازل المستهدفة، إنها وعائلتها عاشوا ليلة رعب، حيث "حاول العديد من الأشخاص إشعال النار في منزلنا". 

وأكدت أنها تفكر جدياً في الانتقال، لكنها تخشى ألا تتمكن من العثور على مكان آمن للإقامة بسبب هويتها العرقية.

وأدان رئيس بلدية بيليمينا جاكسون منفورد العنف، مشيراً إلى أن البلدة تحتضن عدداً كبيراً من المهاجرين الذين "يعملون بجد ويقدّمون إسهامات إيجابية في المجتمع المحلي". كما أكد أهمية دعمهم وحمايتهم من الاستهداف العنصري.

وفي المقابل، عبّر الناطق باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن "قلق بالغ" إزاء ما يجري، واصفاً الأحداث في بيليمينا بأنها "فوضى مقلقة للغاية"، داعياً إلى التهدئة ومحاسبة المتورطين في الاعتداءات.

سياق محفوف بالتوترات

تشهد بيليمينا، التي يقطنها عدد متزايد من المهاجرين من أوروبا الشرقية، تزايداً ملحوظاً في حوادث الكراهية ضد الأجانب خلال الأشهر الماضية، في ظل تنامي الخطاب الشعبوي والتشكيك في سياسات الهجرة. 

وترى منظمات حقوق الإنسان أن الحادث يعكس تصاعداً خطِراً في العداء تجاه المهاجرين، خاصة في المناطق التي تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية.

وتواصل السلطات البريطانية التنسيق مع أجهزة الأمن المحلية لمراقبة الوضع واحتواء تداعياته، في وقت تتنامى فيه الدعوات إلى تعزيز التوعية بمخاطر العنصرية، وتوفير حماية كبرى للأقليات في المدن الصغيرة التي تشهد تزايداً في معدلات الهجرة.

وتُعد هذه الاضطرابات من أخطر الحوادث التي تشهدها إيرلندا الشمالية في السنوات الأخيرة على خلفية عنصرية، وتطرح تساؤلات حقيقية حول تماسك النسيج الاجتماعي في المجتمعات متعددة الثقافات.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية