"الأونروا" تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة

"الأونروا" تحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة
الأونروا في فلسطين - أرشيف

حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، اليوم الأربعاء، من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن مستويات اليأس بلغت حدًا غير مسبوق، وسط معاناة متواصلة من الجوع، لا سيما بين الأطفال. 

وأكدت الوكالة الأممية في بيان لها، أن الأزمة الصحية في القطاع المحاصر تتدهور بسرعة، ما يهدد حياة الآلاف من السكان، خاصة في شمال غزة حيث تكاد الخدمات الصحية تنعدم كليًا.

وذكرت «الأونروا»، أن أكثر من 2700 طفل دون سن الخامسة تم تشخيص إصابتهم بسوء تغذية حاد في أواخر مايو الماضي، وهي أرقام تعكس مدى انهيار الأمن الغذائي في المنطقة، وتؤشر إلى مجاعة تلوح في الأفق. 

وأضافت أن نقطة طبية واحدة فقط لا تزال تعمل بشكل جزئي في شمال القطاع، في حين دخلت إمدادات الوقود مرحلة حرجة تهدد بتوقف الخدمات الإنسانية المتبقية.

انهيار النظام الصحي 

أشارت الوكالة إلى أن استمرار انقطاع الإمدادات الحيوية، خاصة الوقود والأدوية، يفاقم من معاناة المدنيين، ويشل قدرات الطواقم الإنسانية على مواصلة العمل. 

وشددت على أن استعادة الوصول الإنساني الكامل إلى شمال غزة باتت مسألة عاجلة لا تقبل التأجيل، خاصة أن السكان باتوا يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

وطالبت «الأونروا» المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لضمان دخول الإمدادات الطبية والغذائية والوقود، محذّرة من أن تأخير التدخل الإنساني سيؤدي إلى تفاقم المجاعة وارتفاع معدلات الوفيات، خاصة بين الأطفال والمسنين. 

وتزامن هذا التحذير مع تصاعد التحركات الحقوقية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها في القطاع، وسط تصاعد الضغوط على الدول المانحة لإعادة تمويل عمل الوكالة بعد توقف دعم عدد من الدول الغربية لها.

عدوان بعد هدنة منقوصة

جدّدت قوات الجيش الإسرائيلي، منذ فجر 18 مارس الماضي، عدوانها على قطاع غزة عبر سلسلة من الغارات الجوية المكثفة التي استهدفت مناطق متفرقة من الشمال إلى الجنوب، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 4701 فلسطيني وإصابة نحو 14,879 آخرين، بحسب مصادر طبية محلية. 

وجاء هذا التصعيد العسكري بعد نحو شهرين من الهدنة التي جرى التوصل إليها برعاية مصرية قطرية أمريكية، والتي خُرقت فجأة من قبل إسرائيل.

انقلبت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق وقف إطلاق النار، رغم تعهداتها السابقة بتمكين المساعدات الإنسانية، مستأنفة حملتها العسكرية تحت ذرائع أمنية، في ظل رفض الفصائل الفلسطينية المساس بحقوق المدنيين أو استمرار الحصار. 

وأدى هذا الانتهاك الصريح للهدنة إلى موجة نزوح جديدة داخل القطاع، حيث فقد آلاف العائلات مساكنها، واضطر كثيرون للعيش في خيام تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة.

جرائم إبادة مستمرة 

واصل الجيش الإسرائيلي، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، ارتكاب ما وصفتها تقارير أممية وحقوقية بـ«جرائم إبادة جماعية» بحق سكان قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء. 

وأسفرت العمليات العسكرية عن تدمير شامل للبنية التحتية في القطاع، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، وخلّفت أكثر من 11 ألف مفقود، يرجح وجود معظمهم تحت الأنقاض.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية