الأمم المتحدة: عدد النازحين قسراً حول العالم يتجاوز 122 مليوناً

الأمم المتحدة: عدد النازحين قسراً حول العالم يتجاوز 122 مليوناً
أوضاع مأساوية للنازحين

سجّلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الخميس، رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد النازحين قسرًا حول العالم، معلنة أن 122.1 مليون شخص قد اضطروا إلى الفرار من ديارهم بسبب الحروب والعنف والاضطهاد حتى نهاية شهر أبريل الماضي، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم في تاريخه الحديث.

وأكد التقرير السنوي الصادر عن المفوضية أن العدد الجديد يُظهر زيادة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلا أنه يُخفي في طيّاته مؤشرًا إيجابيًا نسبيًا تمثل في عودة أعداد متزايدة من السوريين إلى ديارهم، وذلك عقب تطورات سياسية بارزة أدت إلى إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر الماضي، بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب الأهلية.

وبحلول نهاية عام 2024، وصل عدد النازحين قسرًا إلى 123.2 مليون شخص، أي ما يعادل شخصًا من بين كل 67 شخصًا على وجه الأرض، من بينهم 73.5 مليون نازح داخليًا، و31 مليون لاجئ خاضعين لولاية المفوضية.

مشهد عالمي مروّع

وصف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في تصريح رسمي، الواقع الإنساني العالمي الحالي بأنه نتاج لعصر من التقلبات العنيفة في العلاقات الدولية، حيث تنتج الحروب الحديثة "مشهدًا هشًا ومروعًا تغلب عليه المعاناة الإنسانية الحادة". 

ودعا غراندي إلى مضاعفة الجهود الدولية لإحلال السلام وتوفير حلول دائمة للنازحين واللاجئين.

وتصدّر السودان قائمة البلدان التي شهدت أكبر عدد من النازحين قسرًا، حيث سجّل أكثر من 14.3 مليون نازح نتيجة للحرب الأهلية التي اندلعت في منتصف أبريل 2023، والتي ترافقت مع أزمة إنسانية وغذائية حادة أجبرت ملايين على الفرار داخل البلاد وخارجها.

وجاءت سوريا في المرتبة الثانية مع 13.5 مليون نازح ولاجئ، تليها أفغانستان بـ10.3 مليون، ثم أوكرانيا بـ8.8 مليون، وجميعها مناطق تشهد نزاعات مزمنة أو حروب مدمّرة منذ سنوات.

عودة متزايدة إلى سوريا

شهدت سوريا خلال الأشهر الأولى من عام 2025 موجة عودة لافتة للسكان بعد الانفراج السياسي وسقوط النظام. 

ووفق المفوضية، عاد حتى منتصف مايو نحو 500 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم، فيما عاد 1.2 مليون نازح داخليًا إلى مناطقهم الأصلية منذ أواخر نوفمبر.

وتوقعت المفوضية، إذا استمرت الظروف المواتية، أن يعود نحو 1.5 مليون لاجئ سوري في الخارج ومليوني نازح داخليًا إلى ديارهم بحلول نهاية عام 2025.

مستقبل النزوح القسري 

شدد التقرير على أن مستقبل النزوح القسري في العالم سيعتمد إلى حد كبير على تطورات النزاعات في عدة بؤر ساخنة، لا سيما في السودان، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأوكرانيا. كما سيتوقف كثير من التقديرات على تحسن ظروف العودة في كل من أفغانستان وسوريا، وتوفر التمويل اللازم للعمل الإنساني.

وأشارت المفوضية إلى أن الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة تواجه أزمة تمويل حادة، تفاقمت بعد خفض الولايات المتحدة -كأكبر ممول- مساعداتها الإنسانية، وهو ما يُهدد بإضعاف قدرة هذه الهيئات على تلبية الاحتياجات الأساسية أو توفير بيئة آمنة وكريمة للعودة.

وفي مقابل ارتفاع أعداد النازحين، سجل عام 2024 رقمًا إيجابيًا نادرًا بعودة 9.8 مليون شخص إلى ديارهم، بينهم 1.6 مليون لاجئ، وهو أعلى عدد للعودة الطوعية منذ أكثر من 20 عامًا، ما يعطي بصيص أمل لإمكانية الانفراج إذا توفرت الحلول السياسية والإرادة الدولية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية