ترامب لإيران: وقّعوا الاتفاق قبل فوات الأوان.. الهجمات المقبلة ستكون أكثر عنفاً

ترامب لإيران: وقّعوا الاتفاق قبل فوات الأوان.. الهجمات المقبلة ستكون أكثر عنفاً
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

حضّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران، الجمعة، على "إبرام اتفاق"، محذرًا من أن الهجمات الإسرائيلية المقبلة ستكون "أكثر عنفًا"، في وقت أكدت فيه الولايات المتحدة أنها تساعد إسرائيل على التصدي لصواريخ أطلقتها إيران رداً على الضربات الأخيرة وفق فرانس برس.

ورغم اللهجة الحادة، ترك ترامب الباب مفتوحًا أمام العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، في محاولة للموازنة بين دعم الحليف الإسرائيلي وتفادي الانزلاق إلى حرب شاملة في ولايته الثانية.

اتصالات دولية

أعلن البيت الأبيض أن ترامب أجرى سلسلة اتصالات هاتفية مع عدد من القادة الدوليين، بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ركزت جميعها على التصعيد بين طهران وتل أبيب.

كما أفادت تقارير إعلامية بأن ترامب تحدث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في مسعى لحشد دعم إقليمي لاحتواء الأزمة وضمان عدم توسعها.

وترأس ترامب اجتماعًا لمجلس الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، في حين نشر أحد مساعديه صورة له بالأبيض والأسود بدا فيها متجهماً خلال عبوره الجناح الغربي.

مساعدة أمريكية لإسرائيل

قال مسؤولان أمريكيان إن الولايات المتحدة تساعد إسرائيل في إسقاط صواريخ بالستية أطلقتها إيران، دون الكشف عن طبيعة الدعم أو مداه، ما يعكس رغبة واشنطن في دعم حليفتها دون التورط الكامل في مواجهة مباشرة.

وكتب ترامب في منشور على منصة "تروث سوشال": "ثمة حتى الآن الكثير من الموت والدمار، لكن ما زال هناك وقت لوقف هذه المذبحة والهجمات المقبلة المقررة التي ستكون أكثر عنفًا".

"أعطيت إيران الفرصة تلو الأخرى لإبرام اتفاق.. افعلوا ذلك ببساطة، قبل أن لا يبقى شيء".

فرصة أمام طهران

رغم تأييده للهجمات الإسرائيلية ووصفها بـ"الممتازة" في مقابلة مع شبكة "ABC"، شدد الرئيس ترامب لاحقًا في تصريحات لشبكة "NBC" على أن إيران قد تحصل على "فرصة ثانية" للتفاوض، مضيفًا: "لقد فوّتوا فرصة إبرام اتفاق، والآن قد تكون لديهم فرصة أخرى".

موقف ترامب بدا متقلبًا، إذ نفى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ضلوع واشنطن في الضربات ضد إيران، محذرًا طهران من استهداف القوات الأمريكية في أي رد محتمل.

من جهته، أشار ترامب إلى أن الضربات الإسرائيلية جاءت بعد انقضاء مهلة 60 يومًا منحها لطهران، ما يُلمّح إلى تنسيق مسبق مع تل أبيب، وهو ما أكده أيضًا في مقابلة مع "فوكس نيوز".

ماذا عن المفاوضات؟

أعلن ترامب أن جولة جديدة من المحادثات النووية مع إيران كانت مقررة الأحد في مسقط، ما يثير التساؤلات حول مستقبل هذا المسار بعد التصعيد العسكري الأخير.

وفي ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي نص على رفع العقوبات عن طهران مقابل تقييد برنامجها النووي، ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، خاضت واشنطن وطهران عدة جولات تفاوضية، غير أن التفاؤل الذي ساد بداياتها تبخّر مع تصاعد التوترات العسكرية.

تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل منذ أسابيع بعد ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع داخل إيران، أعقبها رد من طهران بإطلاق صواريخ بالستية على أهداف في إسرائيل.

تسعى إدارة ترامب للعب دور مزدوج، عبر دعم غير مباشر لإسرائيل وفي الوقت ذاته إبقاء قنوات التفاوض مفتوحة لتفادي انفجار إقليمي واسع النطاق.

ويرى مراقبون أن الموقف الأمريكي المتذبذب يعكس ضغوطًا داخلية متزايدة بين مؤسسات الأمن القومي، والكونغرس، والرأي العام الذي لا يرغب في انزلاق جديد نحو حرب في الشرق الأوسط.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية