كييف تنزف مجدداً.. 14 قتيلاً بينهم أمريكي جراء هجمات روسية
كييف تنزف مجدداً.. 14 قتيلاً بينهم أمريكي جراء هجمات روسية
لقي ما لا يقل عن 14 شخصًا مصرعهم، بينهم مواطن أمريكي، وأصيب أكثر من 60 آخرين بجروح متفاوتة في ضربات روسية عنيفة استهدفت العاصمة الأوكرانية كييف، ليل الاثنين/ الثلاثاء، في هجوم وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "من الأفظع" منذ بداية الحرب.
ندّد زيلينسكي في منشور عبر فيسبوك بالهجوم، وقال: "عرفت كييف واحدة من أفظع الهجمات، وبوتين يواصل هذا الإرهاب فقط لأنه قادر على الاستمرار في الحرب"، محذرًا من أن روسيا تتعمد استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية في البلاد، بحسب فرانس برس.
27 موقعًا تحت النار
أعلن وزير الداخلية الأوكراني، إيغور كليمنكو، أن الهجمات الروسية طالت 27 موقعًا متفرقًا في العاصمة، بينها مبانٍ سكنية، ومدارس، ومرافق حيوية، وأشار إلى أن عمليات البحث لا تزال جارية تحت الأنقاض بحثًا عن ضحايا محتملين.
قال تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إن الهجوم تسبب في اندلاع حرائق ضخمة، مشيرًا إلى أن العاصمة تعرضت خلال ساعات الليل إلى وابل من 175 طائرة مسيّرة هجومية، و14 صاروخ كروز، وصاروخين باليستيين على الأقل.
مواطن أمريكي بين القتلى
أوضح عمدة كييف فيتالي كليتشكو أن مواطنًا أميركيًا يبلغ من العمر 62 عامًا قُتل في حي سولوميانكسي بينما كان يتلقى الجرحى العلاج قرب منزله، واعتبر أن ما جرى "حلقة جديدة من الاستهداف الممنهج للأحياء السكنية".
وامتد الهجوم إلى مدينة أوديسا الساحلية في الجنوب، حيث أعلن الحاكم أوليغ كيبر إصابة 13 شخصًا بجروح، فيما يُرجح وجود آخرين عالقين تحت الركام.
وجه أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، انتقادًا لاذعًا للمجتمع الدولي، قائلاً: "روسيا تقتل المدنيين، ترفض وقف إطلاق النار، ولا تتلقى أي رد مناسب من العالم المتحضر. إلى متى؟ وكم من الضحايا يجب أن يسقطوا؟".
تعثر مفاوضات السلام
على الصعيد السياسي، تتعثر مفاوضات السلام بين موسكو وكييف، إذ تتمسك روسيا بشروط وصفتها أوكرانيا بـ"الإنذارات"، فيما ترفض موسكو المطالب الأوروبية بهدنة "غير مشروطة".
وكان من المفترض أن يبحث زيلينسكي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة السبع في كندا سبل تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية، لكن ترامب غادر القمة بشكل مفاجئ مساء الاثنين بسبب تصاعد الأزمة بين إسرائيل وإيران.
منذ اندلاع الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، تعرضت المدن الأوكرانية لآلاف الضربات الجوية والصاروخية التي استهدفت البنى التحتية والسكان المدنيين، وعلى الرغم من الدعم الغربي لأوكرانيا، لا تزال موسكو تصعّد عملياتها العسكرية باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ما فاقم الوضع الإنساني وأدى إلى تهجير ملايين الأوكرانيين داخليًا وخارجيًا.
الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار لا تزال تصطدم برفض الطرفين، إذ تعتبر كييف أن التنازل لموسكو يعني شرعنة الاحتلال، فيما تصر روسيا على "ضمانات أمنية" وتحقيق أهدافها الاستراتيجية.