"فاينانشال تايمز": الاتحاد الأوروبي يجمّد جلسة حوار اقتصادي مع الصين
"فاينانشال تايمز": الاتحاد الأوروبي يجمّد جلسة حوار اقتصادي مع الصين
رفض الاتحاد الأوروبي عقد جولة جديدة من الحوار الاقتصادي والتجاري رفيع المستوى مع الصين، قبل تحقيق تقدم ملموس في الملفات الخلافية بين الجانبين، وفق ما نقلته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن مصادر دبلوماسية مطلعة على سير المحادثات.
ويأتي هذا الموقف الأوروبي الحازم في وقت تتطلع فيه الصين إلى عقد هذا الحوار التمهيدي، الذي يُعد تقليديًا بمنزلة منصة تحضيرية للقمة الثنائية بين الطرفين، والمقرر عقدها في الصين يومي 24 و25 يوليو المقبل.
وأوضحت المصادر الأوروبية أن عدم التقدم في عدد من القضايا الاقتصادية والتجارية الحساسة، وعلى رأسها سياسات الدعم الصناعي الصيني، ونقل التكنولوجيا القسري، والوصول غير المتكافئ للأسواق، جعل من الصعب المضي قدمًا في عقد اجتماع "لا يحمل نتائج ملموسة".
وأكدت المصادر أن الاتحاد الأوروبي "يرغب في عقد الاجتماع فقط إذا كان هناك اتفاقيات واضحة يمكن تقديمها خلال القمة المقبلة لتنفيذها"، مشيرة إلى أن بروكسل لا تريد أن يكون الحوار مجرد حدث بروتوكولي بلا مضمون عملي.
التمسك بالحوار والتعاون
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الصينية تمسكها بمبدأ الحوار وفتح قنوات التعاون، مؤكدة أن بكين "تعمل على تعميق الحوار والتعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي بما يعود بالنفع على الجانبين".
وتعد الصين عقد جلسة الحوار خطوة مهمة للحفاظ على وتيرة التواصل المؤسسي مع بروكسل، خاصة في ظل تصاعد الضغوط التجارية من الغرب، واحتدام المنافسة مع الولايات المتحدة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.
من جهته، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد، إن التركيز الأوروبي حاليًا "ينصب على الإعداد الجيد للقمة الصينية الأوروبية المقبلة".
وأوضح أن بروكسل تُقيّم بجدية الأطر التفاوضية مع بكين، وتسعى إلى تحقيق توازن بين حماية مصالحها الاقتصادية، والحفاظ على انفتاح العلاقات مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
علاقات معقدة ومصالح
تشهد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين توترًا متصاعدًا منذ عدة أعوام، رغم حجم التبادل التجاري الكبير بين الطرفين والذي تجاوز 850 مليار يورو عام 2024.
وتتهم بروكسل بكين بالممارسات التجارية غير العادلة، وتدرس فرض رسوم على واردات السيارات الكهربائية الصينية بسبب ما تصفه بـ"الدعم الحكومي المفرط".
ومن جهتها، ترفض الصين ما تعتبره "تسييسًا للعلاقات الاقتصادية"، وتحذّر من أن الإجراءات الأوروبية قد تضر بثقة المستثمرين وتؤدي إلى ردود انتقامية، لا سيما في القطاعات الصناعية والتكنولوجية.
اختبار لمسار العلاقات
من المنتظر أن تشهد القمة الأوروبية الصينية المقبلة في يوليو اختبارًا حاسمًا لجدية الطرفين في تخفيف التوتر وبناء أجندة اقتصادية مشتركة.
ويرى مراقبون أن امتناع الاتحاد عن عقد الحوار التحضيري يعكس رغبة بروكسل في ممارسة ضغط إضافي على بكين، ورفضها الاستمرار في مفاوضات لا تسفر عن التزامات فعلية.