الاتحاد الأوروبي يعلن حزمة دعم بقيمة 175 مليون يورو لسوريا

الاتحاد الأوروبي يعلن حزمة دعم بقيمة 175 مليون يورو لسوريا
سوريا

أعلنت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر الأبيض المتوسط، دوبرافكا شويتسا، في أول زيارة لمسؤول أوروبي رفيع إلى دمشق منذ تشكيل الحكومة الانتقالية، عن تخصيص 175 مليون يورو لدعم تعافي سوريا بعد أكثر من 14 عامًا من الحرب.

وفي تصريحات أدلت بها من مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في دمشق، قالت شويتسا: جئت إلى هنا حاملة رسالة واضحة.. نحن هنا لمساعدة سوريا على التعافي، وفقا لوكالة فرانس برس

من الكهرباء إلى الصحة

أوضحت شويتسا أن المساعدات الأوروبية ستركز على قطاعات الطاقة، والتعليم، والصحة، والزراعة، بهدف دعم إعادة بناء الاقتصاد السوري، وتعزيز المؤسسات الوطنية، وترسيخ حقوق الإنسان.

وقالت إن الحزمة قُدمت رسميًا للمسؤولين السوريين خلال سلسلة اجتماعات في دمشق، مشددة على أن "عملية إعادة الإعمار يجب أن تكون بقيادة سورية".

رسالة سياسية بعد الإطاحة بالأسد

تأتي هذه الزيارة بعد نحو ستة أشهر من الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، وتشكيل حكومة انتقالية جديدة برئاسة أحمد الشرع.

وأكدت شويتسا أن الاتحاد الأوروبي يرى في سوريا "شريكًا مستقبليًا"، لكنها ربطت الدعم السياسي والاقتصادي بتحقيق التقدّم في مسار الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وقالت في تصريحات على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "هذه لحظة مفصلية.. فصل جديد من العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وسوريا"، ووصفت اجتماعها مع الرئيس الشرع بأنه "بناء".

عودة اللاجئين

رغم إشارات الانفتاح، شددت المفوضة الأوروبية على أن الظروف غير مكتملة لعودة اللاجئين، مضيفة: "نريد أن تكون العودة آمنة، طوعية، وكريمة. لم نصنّف سوريا كدولة آمنة بعد، ولا نريد أن نحث الناس على العودة ثم لا يجدون مأوى أو حماية".

كما رفضت فكرة تقسيم سوريا إلى مناطق آمنة وغير آمنة، مؤكدة أن أي تغيير في التصنيف يحتاج إلى توافق كامل بين الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

دمج سوريا في المبادرات المتوسطية

أعلن الاتحاد الأوروبي أن سوريا ستُدمج تدريجيًا في مبادرات متوسطية إقليمية، وأكدت شويتسا أن وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني سيشارك في اجتماع وزاري في بروكسل في 23 يونيو الجاري، بحضور ممثلين عن نحو 12 دولة متوسطية.

وختمت المفوضة الأوروبية بالقول: "نريد أن نرى سوريا موحّدة وديمقراطية.. هذه عملية، وستتم خطوة بخطوة".

شهدت سوريا في ديسمبر 2024 تحولًا سياسيًا غير مسبوق بعد فرار بشار الأسد إلى موسكو، وتشكيل حكومة انتقالية جديدة وسط دعم دولي حذر، وسعت هذه الحكومة إلى رفع العقوبات، استعادة العلاقات الإقليمية والدولية، وبدء عملية إعادة الإعمار، وسط تحديات كبيرة تتعلق بوحدة البلاد، وحقوق الإنسان، ومصير مئات آلاف اللاجئين والمعتقلين.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية