"أوبن إيه آي" توقع عقداً بـ200 مليون دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي العسكري

"أوبن إيه آي" توقع عقداً بـ200 مليون دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي العسكري
الذكاء الاصطناعي - أرشيف

منحت وزارة الدفاع الأميركية شركة "أوبن إيه آي" عقداً ضخماً بقيمة 200 مليون دولار، لتطوير نماذج متقدمة من الذكاء الاصطناعي التوليدي، ضمن مسعى متصاعد من البنتاغون لاعتماد هذه التكنولوجيا في المهام العسكرية والإدارية المعقدة.

وأعلنت الوزارة، في بيان رسمي، اليوم الثلاثاء، أن العقد المبرم مع الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، يهدف إلى تصميم وتطبيق "نماذج ذكاء اصطناعي فائقة التطور" قادرة على مواجهة تحديات استراتيجية في مجالي التخطيط الحربي وإدارة المشاريع داخل المنظومة الدفاعية.

ويمثل هذا الاتفاق أول شراكة مباشرة بين "أوبن إيه آي" والبنتاغون، ما يضع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي -التي اشتهرت من خلال منصات مثل "ChatGPT"- في متناول مؤسسات الدفاع والأمن القومي الأميركية.

تعزيز الدفاع السيبراني 

أوضحت "أوبن إيه آي"، في بيانها، أن نماذج الذكاء الاصطناعي سيتم استخدامها لتحسين إدارة العمليات اللوجستية، وتقديم دعم للرعاية الصحية للمنتسبين إلى الجيش الأميركي، وتعزيز القدرات السيبرانية، من خلال التنبؤ بالهجمات وتطوير أدوات استجابة أكثر فاعلية.

وشددت الشركة على أن جميع تطبيقات هذه النماذج ستكون خاضعة للمبادئ التوجيهية الأخلاقية التي تعتمدها، والتي تضمن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، حتى في السياقات الأمنية والعسكرية.

وتأتي هذه الشراكة ضمن مسار أوسع تنتهجه وزارة الدفاع الأميركية منذ سنوات لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات عسكرية، من بينها تحليل البيانات الاستخبارية، وتوجيه الطائرات بدون طيار، ورصد التهديدات الأمنية.

وتتعاون الوزارة حالياً مع عدة شركات تكنولوجية كبرى، بما في ذلك "مايكروسوفت" و"غوغل" و"ميتا"، لتطوير أنظمة تعتمد على تعلم الآلة والحوسبة السحابية في العمليات الدفاعية.

شركات ناشئة متخصصة

في عام 2024، أعلنت "أوبن إيه آي" عن تعاون مع شركة "أندوريل إنداستريز" المتخصصة في تكنولوجيا الدفاع، بهدف دمج نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي مع أنظمة مراقبة ومكافحة المسيّرات والطائرات غير المأهولة.

ويتيح هذا التعاون استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير حلول أمنية ميدانية، بما يشمل تقنيات تتبع الهدف، ورصد التهديدات الجوية، والتصدي للهجمات السيبرانية المعقدة.

وقال المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، سام ألتمان، إن الهدف من تطوير الذكاء الاصطناعي هو "تعزيز الفائدة العامة وخدمة القيم الديمقراطية من خلال دعم جهود الأمن القومي الأميركي".

وأضاف أن شركته "ملتزمة باستخدام هذه التكنولوجيا بطريقة شفافة ومسؤولة، تضمن ألا يُساء استخدامها في سياقات لا تتوافق مع مبادئ العدالة والحقوق".

مخاوف وتنافس عالمي

رغم الفوائد المحتملة، يثير توظيف الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري جدلاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية والحقوقية، لا سيما مع تصاعد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا في سباق تطوير أسلحة ذكية تعتمد على تقنيات التعلم العميق.

ويحذر خبراء من أن الاعتماد المفرط على الأنظمة المؤتمتة قد يقود إلى قرارات ميدانية غير إنسانية، ويصعّب من مسائل المحاسبة والمسؤولية القانونية في حالات النزاعات المسلحة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية