عملية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا
عملية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا
استكملت روسيا وأوكرانيا، اليوم الخميس، عملية جديدة لتبادل الأسرى، شملت عدداً من الجنود الجرحى والمرضى من كلا الجانبين، في إطار اتفاق تم التوصل إليه خلال مفاوضات مباشرة نادرة جرت في إسطنبول مطلع شهر يونيو الجاري.
وأكدت العاصمتان أن العملية جاءت ثمرة تنسيق دبلوماسي وإنساني معقّد، دون أن تُعلنا عن الأعداد الدقيقة للمفرج عنهم، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ومهّد لقاء إسطنبول –الذي عُقد قبل نحو أسبوعين– الطريق لهذا التبادل الإنساني، بوصفه أول مفاوضات مباشرة تُعقد بين الطرفين منذ عام 2022، حيث اتفق الجانبان على إطلاق أكثر من ألف أسير حرب، معظمهم من فئات محددة مثل الجرحى، والمرضى، ومن تقل أعمارهم عن 25 عاماً.
ويأتي هذا الاتفاق في وقت تواصل فيه المعارك حصد الأرواح وتفاقم الأزمة الإنسانية على الجبهات الشرقية والجنوبية لأوكرانيا.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبر حساباته الرسمية، عودة مجموعة من الجنود الأسرى إلى وطنهم، قائلاً: "رجالنا يعودون إلى وطنهم من الأسر الروسي"، ونشر صوراً مؤثرة للمحررين وهم يجهشون بالبكاء ويحتضنون أقاربهم ويتواصلون مع عائلاتهم فور الإفراج عنهم.
مطالبات بمزيد من المبادرات
أوضحت الوكالة الأوكرانية المختصة بملف الأسرى أن الدفعة المُفرج عنها شملت جنوداً "مصابين ومرضى حالتهم خطيرة"، لافتة إلى أن معظمهم وقعوا في الأسر خلال الأشهر الأولى من الغزو الروسي، ويعانون من أمراض عضوية ونفسية حادّة.
وشملت الحالات الطبية: ضمور العضلات، قرحات داخلية، اضطرابات بصرية، تلف في الجهاز العضلي الهيكلي، وأمراض قلبية وعصبية ناجمة عن ظروف احتجاز قاسية.
وثّقت منظمات حقوقية دولية مراراً ظروف الاحتجاز السيئة التي يخضع لها أسرى الحرب من الجانبين، مطالبةً باحترام اتفاقية جنيف بشأن معاملة الأسرى، وإتاحة وصول المنظمات الدولية إلى مراكز الاعتقال.
وناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف تسهيل المزيد من عمليات التبادل وفق أسس إنسانية بحتة، بعيداً عن الحسابات العسكرية والسياسية.
إصرار على الشروط الميدانية
أكدت وزارة الدفاع الروسية من جانبها استعادة عدد من جنودها، دون تقديم تفاصيل دقيقة بشأن العدد أو طبيعة حالتهم الصحية.
وأصدرت الوزارة بياناً مقتضباً قالت فيه: "تمت إعادة مجموعة من الجنود الروس إلى وطنهم من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف"، ونشرت صوراً تظهر جنوداً وهم يهتفون ويرفعون الأعلام الروسية.
ورغم الخطوة الإنسانية، شددت موسكو على أنها لا تزال ترفض الدعوات الغربية والأوكرانية إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار، معتبرةً أن أي مفاوضات للسلام يجب أن تشمل "تنازلات جوهرية" من كييف، مثل الاعتراف بضمّ المناطق الأربع (دونيتسك، لوغانسك، زاباروجيا، خيرسون) إلى روسيا، ووقف الدعم العسكري الذي تتلقاه أوكرانيا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
السياق الإنساني والعسكري
تأتي عملية التبادل الأخيرة في وقت تشهد فيه الجبهة الشرقية لأوكرانيا تصعيداً متواصلاً، خصوصاً حول باخموت وأفدييفكا، حيث تُستخدم الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة في هجمات يومية تخلف عشرات القتلى والجرحى.
وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن عدد الأسرى والمفقودين منذ بداية الحرب في فبراير 2022 يُقدّر بعشرات الآلاف من الجنود والمدنيين.