مجزرة جديدة.. إسرائيل تقتل 18 فلسطينياً كانوا ينتظرون المساعدات في غزة
مجزرة جديدة.. إسرائيل تقتل 18 فلسطينياً كانوا ينتظرون المساعدات في غزة
قَتلت قوات الجيش الإسرائيلي 18 فلسطينياً على الأقل، بينهم 15 مدنياً كانوا ينتظرون تسلم مساعدات غذائية في وسط قطاع غزة، في سلسلة غارات وقصف مدفعي وجوي استهدفت مواقع متعددة منذ ساعات الفجر الأولى.
وتأتي هذه المجزرة وسط استمرار الحصار المتشدد على القطاع وتردي الأوضاع الإنسانية إلى مستويات كارثية، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الخميس.
وأوضح مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني، الطبيب محمد المغير، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن 15 من الضحايا سقطوا نتيجة استهداف مباشر من الجيش الإسرائيلي لتجمعات مواطنين قرب محور نتساريم، كانوا ينتظرون تسلم مساعدات إنسانية.
وأكد المغير أن من بين القتلى، ثمانية نقلوا إلى مستشفى العودة، وسبعة إلى مستشفى شهداء الأقصى في وسط القطاع، مشيراً إلى وجود أكثر من 60 جريحاً، بعضهم في حالات حرجة.
شهادة أحد الناجين
روى المواطن بسام أبو شعر (40 عاماً)، أحد الناجين من المجزرة، أنه تواجد منذ ساعات الليل الأولى لحجز مكانه في طابور المساعدات، لكن الهجوم بدأ فجأة عند الساعة الواحدة فجراً.
وقال: "انهالت علينا النيران من الدبابات والطائرات والطائرات المسيّرة... كان المشهد مرعباً: شهداء ومصابون على الأرض، والصراخ في كل مكان".
وتمكّن أبو شعر، وهو نازح من رفح، من الحصول على "كرتونة مساعدات" بشق الأنفس، وسط حالة من الذعر والموت والدماء التي غطت المكان، قائلاً: "لم أعد أعرف إن كنا نموت من الجوع أم من الرصاص".
مزيد من الضحايا في غزة
واصلت القوات الإسرائيلية استهداف مناطق متعددة من القطاع، حيث أفاد الدفاع المدني عن سقوط ثلاثة شهداء جراء قصف شقة سكنية قرب شارع الجلاء في مدينة غزة شمالاً.
كما أعلن عن استشهاد سبعة أشخاص على الأقل وإصابة عدد آخر في قصف جديد استهدف محيط مسجد السويسي في مخيم الشاطئ غرب المدينة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه "يتحقق" من هذه التقارير، دون تقديم أي توضيح فوري حول ما إذا كان قد تم رصد "نشاطات إرهابية"، كما يدعي في معظم عملياته التي تستهدف تجمعات مدنية.
إسرائيل تُطلق النار على الجوعى
سجّل الدفاع المدني تكراراً شبه يومي لمقتل مدنيين بنيران إسرائيلية خلال محاولتهم الحصول على المساعدات من مراكز توزيع أقامتها ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة تُثار شكوك واسعة حول تمويلها وصلاتها بالاحتلال الإسرائيلي.
وترفض منظمات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية التعامل مع هذه المؤسسة، التي تحوّلت إلى أداة تستخدمها إسرائيل للسيطرة على قنوات الإغاثة وسط تشكيك بنزاهتها.
وتواصل إسرائيل تبرير إطلاق النار بذريعة استهداف "عناصر إرهابية" أو التعامل مع "تهديدات مباشرة على حياة جنودها"، وهي رواية تُقابلها تقارير حقوقية وأممية تؤكد أن الغالبية العظمى من الضحايا هم من المدنيين العزّل.
حصار وتجويع وقتل
فرضت إسرائيل حصاراً خانقاً على قطاع غزة منذ مطلع مارس الماضي، حيث منعت دخول المساعدات والسلع التجارية، قبل أن تسمح مطلع مايو بدخول شاحنات محدودة، لا تكفي لسد أدنى متطلبات 2.3 مليون نسمة يعيشون في منطقة مدمّرة بالكامل.
وأدى ذلك إلى ازدياد حالات الوفاة الناتجة عن الجوع، وسُجلت أكثر من 30 وفاة في صفوف الأطفال بسبب سوء التغذية الحاد.
رصدت منظمات دولية سلسلة من عمليات إطلاق النار خلال توزيع المساعدات، وسط فوضى وعجز شبه تام في البنية التحتية، ما يُحوّل مشاهد توزيع الغذاء إلى مآسٍ يومية تشهد سقوط قتلى وجرحى في صفوف النساء والأطفال.
حرب مستمرة وخسائر
اندلعت الحرب الحالية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، بعد الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس على جنوبي إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً معظمهم من المدنيين، وفق بيانات رسمية إسرائيلية. وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة أطلقت فيها العنان لغارات جوية وقصف بري وبحري استمر حتى اللحظة.
بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين وفق آخر تحديث من وزارة الصحة التابعة لحماس، 55,706 شهداء، معظمهم من المدنيين، بينهم آلاف النساء والأطفال.
ويُعدّ هذا الهجوم واحداً من أكثر الصراعات دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسط صمت دولي وفشل في كبح جماح آلة الحرب الإسرائيلية.