أزمة الرسوم.. كندا تهدد بتعديل إجراءاتها المضادة خلال 30 يوماً
أزمة الرسوم.. كندا تهدد بتعديل إجراءاتها المضادة خلال 30 يوماً
أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن بلاده تعتزم تعديل الرسوم المضادة التي تفرضها على واردات الصلب والألمنيوم الأمريكية، وذلك في حال عدم التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن خلال فترة لا تتجاوز 30 يوماً، في تصعيد لافت للأزمة التجارية المتصاعدة بين البلدين الجارين.
وأوضح كارني في تصريح رسمي، الخميس، "ستعدّل كندا الرسوم المضادة المفروضة على منتجات الصلب والألمنيوم الأمريكية في 21 يوليو، في نهاية تلك الفترة التي تبلغ 30 يوماً"، مشيراً إلى أن هذا القرار يأتي ردّاً على الرسوم الأمريكية الجديدة البالغة نسبتها 50% والتي وصفها بأنها "غير مبرّرة" و"غير قانونية"، وفق وكالة "فرانس برس".
وتفرض كندا حالياً رسوماً بنسبة 25% على واردات محددة من الصلب والألومنيوم الأمريكيين، في إطار إجراءات مضادة اتُخذت عقب قرارات أمريكية سابقة مشابهة.
تدابير دعم وطني
إلى جانب التهديد بتعديل الرسوم، أعلنت الحكومة الكندية عن حزمة إجراءات لدعم الصناعات الوطنية المتضررة، تضمنت قواعد شراء جديدة تُعطي الأولوية للموردين المحليين، فضلاً عن تدابير صارمة لمكافحة إغراق السوق بالمنتجات الأجنبية.
وتُعد كندا من أكبر مصدّري الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، ما يجعل اقتصادها عرضة بشكل كبير لأي تغييرات مفاجئة في السياسة التجارية الأمريكية.
وفي عام 2024 وحده، صدّرت كندا ما يقدر بـ5.95 مليون طن من الصلب و3.15 مليون طن من الألمنيوم إلى الولايات المتحدة، وفق بيانات الإدارة الأمريكية.
مفاوضات حاسمة ومصالح
تتزامن هذه التطورات مع "مناقشات مكثفة" جارية حالياً بين أوتاوا وواشنطن لإعادة صياغة العلاقة التجارية الثنائية، حيث يهدف الطرفان إلى تجاوز الأزمة وتخفيف التوترات التي ازدادت حدتها منذ فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية عقابية على المنتجات الكندية.
وكان لقاء جرى بين كارني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة السبع التي عُقدت في كندا بداية الأسبوع الجاري قد فتح الباب أمام احتمال التوصل إلى اتفاق خلال مهلة الثلاثين يوماً.
وقال كارني في تصريح الخميس إن "المفاوضات قد تفضي إلى نتائج جيدة"، مشيراً إلى أن بلاده تسعى إلى "استقرار العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة" وضمان "وصول سهل وغير مقيد للشركات الكندية إلى السوق الأمريكية"، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على استقلالية السياسة التجارية الكندية تجاه بقية دول العالم.
ضغوط وقلق أوروبي
في سياق متصل، عبّر قادة دول مجموعة السبع خلال القمة عن قلقهم من استمرار الولايات المتحدة في فرض تعريفات تجارية حمائية، معتبرين أن ذلك يُهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي ويقوّض مبادئ التجارة الحرة.
وحضّ المجتمعون الرئيس الأمريكي على التراجع عن سياسته العقابية في مجال الرسوم الجمركية، محذّرين من أن التصعيد التجاري قد يؤدي إلى نتائج كارثية في ظل هشاشة الأسواق العالمية وتباطؤ سلاسل التوريد الدولية.