مقتل 34 جندياً نيجرياً في هجوم لمسلحين قرب الحدود مع مالي

مقتل 34 جندياً نيجرياً في هجوم لمسلحين قرب الحدود مع مالي
عناصر من الشرطة - أرشيف

قُتل 34 جندياً نيجرياً وأصيب 14 آخرون، في هجوم وصف بـ"الوحشي" شنّه مئات المسلحين على بلدة بانيبانغو الواقعة في منطقة تيلابيري غربي النيجر، قرب الحدود المشتركة مع مالي وبوركينا فاسو، في إحدى أكثر الضربات دموية ضد الجيش النيجري منذ بداية العام، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع.

وأفادت وزارة الدفاع في بيان بثّه التلفزيون الرسمي بأن "عصابة من مئات المرتزقة استقلوا ثماني سيارات وأكثر من 200 دراجة نارية نفذت هجوماً جباناً ووحشياً على بانيبانغو"، الخميس.

وأكد البيان العسكري مقتل 34 جندياً، إلى جانب إصابة 14 آخرين بجروح، مشيراً إلى أن الجيش تمكن في المقابل من "القضاء على عشرات الإرهابيين" خلال عملية التصدي.

وأشار البيان إلى "نشر تعزيزات عسكرية فوراً في المنطقة، وإطلاق عملية برية وجوية لتتبع الفارين من المهاجمين".

عمليات عابرة للحدود

تقع بانيبانغو في إقليم تيلابيري، وهو من أكثر المناطق اضطراباً في النيجر، ويمثّل نقطة التقاء استراتيجية عند المثلث الحدودي مع مالي وبوركينا فاسو، وهي منطقة تعجّ بنشاط الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، والتي تتخذ من الغابات والسهول الحدودية ملاذاً لها.

وسجّلت المنطقة، منذ عام 2017، سلسلة من الهجمات الدامية التي طالت القوات النظامية والمدنيين، وتسبّبت في موجات نزوح واسعة وغياب شبه تام للسلطة المركزية في بعض القرى الحدودية.

ويأتي هذا الهجوم في ظل ظروف أمنية معقدة تشهدها البلاد منذ تولي المجلس العسكري السلطة في انقلاب يوليو 2023، إذ تبنّت القيادة الجديدة توجهاً سيادياً على المستويين العسكري والدبلوماسي، وقامت بطرد القوات الفرنسية، ثم القوات الأميركية، التي كانت منخرطة في عمليات مكافحة الإرهاب داخل البلاد.

وكانت الولايات المتحدة قد سلّمت في مارس 2024 إلى السلطات النيجريّة قاعدة جوية متقدّمة شمال البلاد كانت تُستخدم في عمليات الطائرات المسيّرة.

ويُحذر مراقبون من أن هذا الفراغ الأمني –الناتج عن انسحاب الحلفاء الغربيين– يفتح الباب أمام تمدد الجماعات المسلحة التي باتت تستغل الحدود المفتوحة وقلة التنسيق الإقليمي، لتوسيع نفوذها وتنفيذ هجمات أكثر جرأة.

تمدد المتطرفين وتعدد الجبهات

في الجهة الجنوبية الشرقية من البلاد، تواجه النيجر تمرداً آخر مصدره بحيرة تشاد والمثلث الحدودي مع نيجيريا، حيث تنشط جماعة بوكو حرام وتنظيم داعش- ولاية غرب إفريقيا، الذي انشق عن الجماعة الأم عام 2016.

هذا التعدد في الجبهات القتالية يجعل النيجر من أكثر الدول الإفريقية عرضة للتهديدات المتشابكة، في ظل اقتصاد هش، ونزوح داخلي متفاقم، وشبكة خدمات حكومية ضعيفة في المناطق الريفية.

ولم تصدر حتى الآن ردود فعل دولية مباشرة على الهجوم، إلا أن بعثة الأمم المتحدة في الساحل، والمنظمات الدولية المعنية بالأمن الإقليمي، سبق أن دعت إلى تعزيز التعاون بين الدول الثلاث المجاورة لمواجهة التهديد العابر للحدود.

ويبقى التحدي الأساسي أمام السلطات النيجرية حالياً هو استعادة السيطرة على المناطق النائية وإعادة بناء الثقة بين الجيش والسكان المحليين، في وقت تزداد فيه التوترات بين المجلس العسكري والمجتمع الدولي بسبب توجهاته الأحادية ورفضه عودة الحكم المدني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية