وكالة الطاقة الذرية: لا دليل على وجود برنامج تسلّح نووي إيراني

وكالة الطاقة الذرية: لا دليل على وجود برنامج تسلّح نووي إيراني
الوكالة الدولية للطاقة الذرية - أرشيف

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل جروسي، أن البيانات التي جمعتها الوكالة بشأن البرنامج النووي الإيراني لا يمكن أن تشكّل أساسًا قانونيًا أو فنّيًا لتبرير أي عمل عسكري ضد طهران، مشدّدًا على أن اتخاذ قرار بشن هجوم هو "قرار سياسي بحت" لا علاقة له بما تقوله الوكالة أو تخلص إليه تقاريرها الفنية.

وأوضح جروسي، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اليوم الجمعة، أن الوكالة الدولية لم تجد ما يدل على وجود برنامج تسلّح نووي إيراني "ممنهج"، رغم وجود أنشطة تخصيب لليورانيوم بمستويات تتجاوز ما هو مسموح به في إطار معاهدة عدم الانتشار النووي. وقال: "العمل العسكري، أياً كان مصدره، قرار سياسي لا علاقة له بما نقوله نحن".

وشنت إسرائيل هجمات جوية استهدفت منشآت في إيران خلال الأسابيع الماضية، وأشارت إلى تقارير للوكالة الذرية تدين ارتفاع نسب تخصيب اليورانيوم الإيراني كمبرر لهذه الضربات، لا سيما أن طهران قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو ما يفوق الحد المسموح به (3.67%) وفق اتفاق 2015، رغم أنه لا يصل بعد إلى النسبة اللازمة لتصنيع سلاح نووي (90%).

وأكد جروسي أن ما ورد في تقارير الوكالة لا يمكن أن يُفسر باعتباره دليلًا قاطعًا على نية إيران إنتاج سلاح نووي، وأردف قائلاً: "لا توجد مؤشرات لدينا على وجود برنامج حربي نووي فعّال".

المنشآت الإيرانية تحت الرقابة

وعند سؤاله عن مخاوفه من احتمال توجيه ضربة أمريكية لموقع "فوردو" النووي الإيراني، قال جروسي: "الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للمضي قدماً"، محذرًا من أن استهداف البنية التحتية النووية لا يمنع امتلاك التكنولوجيا، مضيفًا: "يمكنك أن تهدم المباني، لكن لا يمكنك تدمير المعرفة التقنية التي اكتسبها العلماء".

وتُعد منشأة "فوردو"، المحصّنة داخل جبل في مدينة قُم، من أبرز مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران، وقد ظلّت محل توتر متزايد بين طهران والغرب، خصوصًا مع تعثر جهود إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 منذ انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه عام 2018.

وفي سياق متصل، كشفت تقارير أمنية إسرائيلية أن "قوات الاحتلال" اغتالت تسعة من العلماء الإيرانيين المرتبطين بالبرنامج النووي. وأقرّت إيران بمقتل عدد من كوادرها العلمية في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، من دون تقديم إحصائية رسمية دقيقة.

ويمثّل استهداف الكفاءات العلمية الإيرانية تصعيدًا خطيرًا ضمن المواجهة غير المعلنة بين إسرائيل وإيران، ويضع مزيدًا من الضغوط على المجتمع الدولي لإيجاد حل دبلوماسي قبل انزلاق الأوضاع نحو مواجهة عسكرية أوسع في المنطقة.

دعوات أوروبية للحوار

تأتي تصريحات جروسي في وقتٍ يشهد فيه المجتمع الدولي حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا لتفادي الانزلاق إلى حرب إقليمية واسعة. 

وتشارك الدول الأوروبية، لا سيما فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في محادثات متجددة مع طهران في جنيف، أملاً في إعادة إحياء الاتفاق النووي وإعادة ضبط العلاقات بين إيران والغرب.

ويُنتظر أن يشكل موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، باعتبارها الجهة الفنية الرقابية الوحيدة على البرنامج النووي الإيراني، مرجعية حاسمة في تحديد مسارات التعامل الدولي مع الملف الإيراني، خاصة في ظل ما يعتبره مراقبون "تسييسًا مفرطًا" للتقارير الفنية من قبل أطراف ترغب في استخدام القوة كخيار أول.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية