عرض تفاوضي لطهران.. باريس وبرلين ولندن تقترح مساراً دبلوماسياً لحل الأزمة

عرض تفاوضي لطهران.. باريس وبرلين ولندن تقترح مساراً دبلوماسياً لحل الأزمة
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن كلًا من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة ستتقدم بـ"عرض تفاوضي شامل" إلى إيران في جنيف، يتضمن ملفات البرنامج النووي، وتطوير الصواريخ البالستية، وتمويل الفصائل المسلحة في الشرق الأوسط، في محاولة أوروبية جديدة لنزع فتيل التصعيد العسكري المتفاقم بين طهران وتل أبيب.

وشدد ماكرون، في تصريحات أدلى بها، اليوم الجمعة، على هامش معرض باريس الجوي، على ضرورة العودة إلى "مفاوضات جوهرية"، معبرًا عن قلقه من التطورات المتسارعة على الأرض، وفق وكالة "فرانس برس". 

وقال: "البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً خطيراً، ولا يمكن معالجة هذا التهديد عبر العمليات العسكرية وحدها... نحن بحاجة إلى مسار تفاوضي قائم على الشفافية والخبرة الفنية".

ومن المقرر أن يعقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لقاءً، مساء الجمعة، مع وزراء خارجية بريطانيا ديفيد لامي، وفرنسا جان نويل بارو، وألمانيا يوهان فادفول، بالإضافة إلى ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، وفق جدول اللقاءات الرسمية الذي سينطلق بعد غداء تنسيقي بين الوفود الأوروبية عند الساعة الثالثة عصرًا بتوقيت جنيف (13:00 بتوقيت غرينتش).

تفتيش ومراقبة دقيقة

وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي بأن "العرض التفاوضي الأوروبي الجديد" يطمح إلى تضمين آليات تحقق موسعة، من شأنها أن تُمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الدخول إلى كل المنشآت النووية الإيرانية دون سابق إنذار، وتطبيق نموذج تفتيش صارم "مشابه لما طُبق في العراق بعد حرب الخليج عام 1991".

كما يتضمن الطرح الأوروبي، وفق المصدر، "صياغة اتفاق فني سياسي يمنع تطوير اليورانيوم إلى درجة الاستخدام العسكري، ويقيد طهران ضمن سقف تخصيب يقل عن 60%، مع آليات مراقبة دولية متعددة الطبقات".

وفي تصريحاته، وجّه ماكرون رسائل مزدوجة لطهران وتل أبيب، داعيًا الطرفين إلى التهدئة. وطالب إيران بـ"ضبط النفس" وتقديم مؤشرات حسن نية عبر قبول عمليات التفتيش، كما حث إسرائيل على وقف استهداف "البنى التحتية المدنية"، مؤكدًا أن "لا شيء يبرر قصف محطات الطاقة والمناطق السكنية".

وقال: "الردود المتبادلة تعرّض المدنيين لكوارث إنسانية... ما نشهده هو تصعيد يمكن أن يخرج عن السيطرة، والمطلوب الآن وقف العمليات العسكرية والدخول في حوار مباشر أو غير مباشر".

الملف الفلسطيني حاضر 

ورغم الانشغال بالأزمة الإيرانية– الإسرائيلية، لم يغفل ماكرون عن التذكير بالأزمة في قطاع غزة، حيث شدد على ضرورة "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وأمنية"، مشددًا على أهمية "استئناف دخول المساعدات الإنسانية والعودة للمسار السياسي".

في السياق ذاته، تتواصل المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل لليوم السابع على التوالي، بعد أن أطلقت تل أبيب سلسلة من الضربات الجوية واسعة النطاق في 13 يونيو ضد أهداف إيرانية، متهمة طهران بالاقتراب من تطوير قنبلة نووية. 

وردت إيران بإطلاق صواريخ ومسيرات باتجاه العمق الإسرائيلي، وسط مخاوف من دخول أطراف أخرى على خط النزاع.

وفي تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، أن "الولايات المتحدة تدرس إمكانية الانضمام إلى إسرائيل عسكريًا"، مضيفًا أنه سيُحدد موقفه النهائي "خلال الأسبوعين المقبلين"، لكنه لم يستبعد فتح قنوات تفاوض مع إيران في الوقت نفسه.

مسار دقيق بين التصعيد

وبينما تتهيأ جنيف اليوم لأن تكون منصةً لجهود أوروبية لاحتواء الأزمة، تؤكد باريس أن المبادرة الحالية تمثل "فرصة دبلوماسية نادرة يجب عدم تضييعها"، رغم الغموض الذي يلف موقف طهران في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية ورفض طهران مسبقًا لأي حوار مع واشنطن قبل وقف العدوان.

وتُعد هذه الجولة من المحادثات الاختبار الأهم للدبلوماسية الأوروبية منذ توقيع الاتفاق النووي الأصلي عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018 في الفترة الأولى من رئاسة دونالد ترامب، وأدى إلى انهيار العديد من الضمانات النووية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية