"نيويورك تايمز": فريق دودجرز يرصد مليون دولار لعائلات متضررة من حملة الترحيل الفيدرالية

"نيويورك تايمز": فريق دودجرز يرصد مليون دولار لعائلات متضررة من حملة الترحيل الفيدرالية
فريق دودجرز - أرشيف

أعلن فريق لوس أنجلوس دودجرز التزامه بتقديم مليون دولار مساعدات مالية لعائلات المهاجرين المتضررين من الحملة الأمنية الأخيرة، دون أن يوجه إدانة صريحة لمداهمات دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية  (ICE).

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم السبت، استجاب فريق البيسبول الشهير يوم الجمعة لضغوط جماهيره، خاصة من أبناء المجتمع اللاتيني، بالإعلان عن تخصيص دعم مالي للعائلات المتضررة من الإجراءات الفيدرالية الأخيرة.

ورغم عدم وضوح تفاصيل الأحداث التي أشار إليها البيان، جاءت هذه الخطوة في أعقاب موجة من الغضب الشعبي حيال مداهمات الهجرة التي طالت أحياء لوس أنجلوس خلال الأسبوعين الماضيين.

وأوضح الرئيس والمدير التنفيذي لفريق دودجرز، ستان كاستن، في بيان رسمي، أن الفريق استمع إلى مطالب جماهيره، وأكد التزامه باتخاذ خطوات ملموسة، وقال كاستن: "نحن نؤمن بأن تخصيص الموارد واتخاذ إجراءات عملية سيُسهم في دعم مجتمع لوس أنجلوس ورفع شأنه".

الهوية اللاتينية في "دودجرز"

عكس ملعب دودجرز منذ سنوات طويلة الهوية الثقافية اللاتينية لجمهور الفريق، وتُبث الموسيقى الإسبانية بين الجولات، وتُستخدم اللغتان في اللوحات الإرشادية، فيما تقدم الوجبات والمشروبات اللاتينية ضمن خدماته.

وتعزز هذه التفاصيل من شعور الانتماء بين الجماهير، وتزيد من التوقعات بضرورة موقف واضح من إدارة النادي تجاه المداهمات.

وشهد محيط ملعب دودجرز، يوم الخميس، مظاهرات احتجاجية عقب مشاهدة سيارات تتبع لسلطات الهجرة الأمريكية في المواقف القريبة، ورفض الفريق طلبًا لاستخدام مواقف السيارات، بحسب البيان، فيما نفت وزارة الأمن الداخلي وجود صلة بين وجود العربات وفريق دودجرز.

وتباينت التصريحات بين وزارة الأمن الداخلي ودائرة الهجرة والجمارك بشأن الواقعة، إذ أنكرت الأخيرة وجود عناصر تابعة لها في الموقع، وأكدت الوزارة أن المركبات التابعة لها كانت في المكان لفترة "وجيزة جدًا"، لكنها لم تكن هناك لتنفيذ مداهمة.

وقع أكثر من 50 قائد مجتمع رسالة مفتوحة موجهة إلى رئيس مجلس إدارة الفريق، مارك والتر، طالبوا فيها بموقف علني ضد ممارسات الترحيل ودعم المنظمات المحلية التي تدافع عن المهاجرين.

وحذرت الرسالة من أن "أطفالًا كانوا يجلسون على مقاعد ملعب دودجرز، باتوا يعودون إلى منازل بلا آباء أو أخبار عن مصيرهم".

وأكدت الرسالة أن أكثر من 40% من قاعدة جماهير الفريق لاتينية، وأسهمت بنحو 300 مليون دولار من إجمالي إيرادات الفريق البالغة 752 مليون دولار خلال العام الماضي، وشددت على أن هذا الارتباط التاريخي يحمّل الفريق مسؤولية مضاعفة في الدفاع عن قاعدته الجماهيرية.

تاريخ معقد من التهجير

تعمق التوتر بين الفريق والمجتمع اللاتيني في لوس أنجلوس في جذوره التاريخية، فقد شُيد ملعب دودجرز في الخمسينيات على أرض كانت تضم ثلاثة مجتمعات سكنية، معظم سكانها من الأمريكيين المكسيكيين، أُجبروا على الرحيل في مشروع إسكان لم يرَ النور، ولاحقًا، بُني الملعب مكان منازلهم، دون أي تعويض حقيقي.

وانتقدت منظمة "مدفون تحت الأزرق"، المعنية بتاريخ التهجير في لوس أنجلوس، صمت فريق دودجرز، وقالت في بيان لها: "نرى التاريخ يعيد نفسه.. الخوف، الإخلاء، وعنف الدولة"، مطالبة الفريق بالاعتراف بتاريخه والتحرك بقوة لحماية المجتمعات المتضررة.

وثمّنت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، دعم الفريق، وقالت: "هذه الفترة شهدت موجات من الخوف في أحيائنا، ونحتاج إلى البقاء موحدين، هذا هو ما يجعل مدينتنا عظيمة".

واحتفظ فريق دودجرز بعلاقة وثيقة مع الجمهور اللاتيني منذ عقود، منذ أن لمع نجم اللاعب المكسيكي فرناندو فالينزويلا في الثمانينيات، وهو ما أطلق ما عُرف آنذاك بـ"حمى فرناندو"، وتوالى بعده العديد من اللاعبين اللاتينيين في الفريق، ما عزز هذا الرابط الثقافي.

البيسبول والهجرة

أوضح تقرير دوري البيسبول الأمريكي أن 30% من اللاعبين في الدوري وُلدوا خارج الولايات المتحدة، من بينهم 63 فنزويليًا و26 كوبيًا، وهما دولتان يشملهما جزئيًا الحظر الأمريكي على السفر، لكن دون مساس بتأشيرات الرياضيين.

ورغم سعي الرئيس دونالد ترامب إلى حماية الرياضيين من تداعيات سياساته المتعلقة بالهجرة، خاصة مع اقتراب تنظيم الولايات المتحدة لكأس العالم 2026 وأولمبياد 2028، لا تزال السياسات الفيدرالية محل توتر داخل مدن كبرى مثل لوس أنجلوس، التي تتطلع فيها الجاليات اللاتينية إلى مواقف واضحة من المؤسسات الرياضية الكبرى.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية