مفوض الأونروا: ما يُسمى بآلية المساعدات فخ للموت يُذلّ الفلسطينيين

مفوض الأونروا: ما يُسمى بآلية المساعدات فخ للموت يُذلّ الفلسطينيين
فيليب لازاريني

 

 

 

أدان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، بشدة ما يُعرف بـ"آلية المساعدات" التي أُطلقت مؤخراً في غزة، واصفاً إياها بأنها "عمل بغيض يُذلّ ويُهين الناس اليائسين"، بل ووصفها بأنها فخ موت يفقد فيه الأبرياء أرواحهم أكثر مما تُنقذ.

قال لازاريني خلال كلمته في الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، التي انطلقت يوم السبت في إسطنبول: "هذه الآلية تمثل ذروة عشرين شهراً من الرعب والتقاعس والإفلات من العقاب" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم

أكد المفوض العام أن مليونَي إنسان في قطاع غزة يُعانون الجوع المحكم، حيث تُستخدم المواد الغذائية كأداة حرب، قائلاً: "يتم تسليح الطعام، ويُجرّد الفلسطينيون من إنسانيتهم دون أي عواقب"، وسط غياب المحاسبة الدولية أو التحرك العاجل.

كشف لازاريني أن أكثر من 55 ألف شخص قُتلوا منذ بدء الحرب، معظمهم من النساء والأطفال، أما من نجا، فأكد أنهم "مجرد ظلال لما كانوا عليه"، متأثرين بصدمات لا توصف وخسائر فادحة، مشيراً إلى أن الحياة في غزة لم تعد تُشبه أي حياة.

تهجير ممنهج وتدمير للبنية التحتية

حذّر المسؤول الأممي من أن الضفة الغربية المحتلة تشهد موجات تهجير غير مسبوقة منذ عام 1967، وخصوصاً في المخيمات شمال الضفة، حيث تُدمّر البنية التحتية عمداً لمنع عودة الفلسطينيين، وتُغيّر التركيبة السكانية بشكل دائم، في حين يتقدّم مشروع الضم الإسرائيلي بثبات.

قال لازاريني: "نشهد تطبيق مشروع طويل الأمد لفصل الفلسطينيين عن أرضهم، وتقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. الأونروا أصبحت هدفاً مباشراً في هذه الحرب".

مئات القتلى من موظفي الوكالة 

أوضح لازاريني أن 318 موظفاً من الأونروا قُتلوا في غزة، بعضهم مع أفراد عائلاتهم، كما تم فعلياً طرد الموظفين الدوليين للوكالة من الأرض الفلسطينية المحتلة مع دخول تشريع إسرائيلي حيز التنفيذ في يناير الماضي، رغم ذلك، يواصل الموظفون الفلسطينيون عملهم "بشجاعة رغم الاعتقالات والمضايقات والترهيب".

لكن الوضع المالي، كما أشار، وصل إلى حافة الخطر، قائلاً: "من دون تمويل إضافي فوري، سأتخذ قرارات غير مسبوقة قد تؤثر بشكل مباشر في عمليات الوكالة في المنطقة بأسرها".

تحذير: فقدان الأونروا يُشعل الاضطرابات

شدد المفوض العام على أن الأونروا تمثّل رصيداً مهماً في أي طريق نحو حلّ عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وقال: "الوكالة توفر خدمات تُشبه الخدمات الحكومية، ويمكن تحويلها لمؤسسات عامة تخدم الفلسطينيين في حال وُجدت عملية سياسية حقيقية".

لكنه حذّر من أن فقدان خدمات الأونروا أو تقليصها المفاجئ سيُعمّق المعاناة ويُشعل اضطرابات إقليمية لا تستطيع الدول المجاورة تحمّلها.

وفي ختام كلمته، وجّه نداءً عاجلاً لمنظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء:

"تحرّكوا الآن، قبل فوات الأوان، من أجل ملايين الأشخاص الذين تقع حياتهم ومستقبلهم بين أيديكم".

تأسست الأونروا عام 1949 لتقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا ولبنان والأردن. ومع تصاعد الصراع في غزة بعد أكتوبر 2023، واجهت الوكالة تحديات وجودية غير مسبوقة، بدءاً من قطع التمويل من بعض الدول الغربية، وصولاً إلى استهداف مباشر لمنشآتها وموظفيها.

في الوقت نفسه، يزداد الضغط السياسي على الأونروا بوصفها أحد رموز "الصفة الدولية للاجئين الفلسطينيين"، وسط جهود لإضعافها أو استبدالها بآليات تتجاهل الحقوق التاريخية والقانونية لهؤلاء اللاجئين.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية