"واشنطن بوست": من الرفض إلى التصعيد.. كيف غيّر ترامب بوصلته تجاه الحرب مع إيران؟

"واشنطن بوست": من الرفض إلى التصعيد.. كيف غيّر ترامب بوصلته تجاه الحرب مع إيران؟
ترامب وخامنئي

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الضربة الجوية التي شنّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد منشآت نووية إيرانية، فجر الأحد، مثّلت رهاناً غير مسبوق هدفه إجهاض البرنامج النووي لطهران دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة وطويلة الأمد في الشرق الأوسط، وهي الحرب التي طالما رفضها الرئيس ومؤيدوه، وعدّوها استنزافًا للموارد والأرواح دون مقابل استراتيجي حقيقي.

رهان على الهيبة.. أو انفجار الصراع

أشارت الصحيفة إلى أن مصير هذا التحرك العسكري ضد إيران سيكون حاسمًا في تقييم فترة ترامب الرئاسية، إذ يمكن أن يُنظر إليه كرسالة ردع حاسمة موجهة إلى خصوم أمريكا، من الصين وروسيا وصولًا إلى طهران، مفادها أن ترامب لا يتردد في استخدام القوة عند الضرورة.

لكن في حال رفضت إيران الانصياع لشروط السلام التي حددها ترامب، فإن المواجهة قد تتصاعد، خصوصًا في ظل وجود "قائمة أهداف" أعلن ترامب أنه مستعد لاستهدافها في حال استمر التصعيد، ما يثير مخاوف حقيقية لدى جزء من قاعدته السياسية المناهضة للتورط العسكري في الخارج.

من معارض لحرب العراق إلى ضربة نووية

ووصفت "واشنطن بوست" الضربة بأنها تمثل تحولاً لافتاً في سياسة ترامب الخارجية، إذ طالما بنى الرئيس جزءًا من شعبيته على رفضه للتدخلات العسكرية، ولا سيما حرب العراق التي حمّل مسؤوليتها للرئيس الأسبق جورج بوش الابن.

غير أن هذا التوجه تغيّر تدريجيًا خلال الشهور الأخيرة، رغم محاولات سابقة للانفتاح الدبلوماسي على طهران، وهي الجهود التي أثارت حفيظة الصقور المتشددين داخل الحزب الجمهوري.

أقوى القنابل التقليدية وتهديد علني

فجر الأحد، شنّت الولايات المتحدة ضربة وُصفت بأنها "الأقوى من نوعها" ضد منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية الواقعة تحت الجبال، وصرّح ترامب في خطاب مقتضب دام ثلاث دقائق، بأن العملية حققت "نجاحًا عسكريًا مذهلًا"، مؤكدًا "تدمير منشآت التخصيب الإيرانية بالكامل"، دون أن يشير إلى أي نية لنشر قوات أمريكية برّية.

وجّه ترامب تحذيرًا صارمًا لإيران، قائلاً: "إما أن يسود السلام، أو ستكون هناك مأساة لإيران، أكبر بكثير مما شهدناه في الأيام الثمانية الماضية".

وأضاف: "لا تزال لدينا الكثير من الأهداف، وإذا لم يتحقق السلام سريعًا، سنلاحقها بدقة وسرعة ومهارة".

إيران ليست العراق

ورغم نبرة الحسم، لفتت "واشنطن بوست" إلى أن التعامل مع إيران يختلف كليًا عن التجربة الأمريكية في العراق، فإيران دولة ذات كثافة سكانية مضاعفة، وتتمتع بنظام حكم أظهر مرونة وقدرة على استخدام النفوذ العسكري خارج حدوده لسنوات طويلة.

وإذا ما قررت طهران الرد، خاصة عبر استهداف قوات أو منشآت أمريكية، فإن شبح التصعيد الكبير سيُخيم مجددًا على المنطقة، وهو ما يفسّر سبب تردد رؤساء أميركيين سابقين في توجيه ضربة مماثلة.

تأتي هذه الضربة في سياق تصاعد التوتر الأمريكي الإيراني منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، وفرضها عقوبات اقتصادية خانقة على طهران، منذ ذلك الحين، شهدت المنطقة سلسلة من المناوشات والهجمات المتبادلة، خصوصًا في الخليج والعراق وسوريا، وكانت المنشآت التي استهدفتها الولايات المتحدة تُعد جوهرية في تطوير قدرات إيران النووية، ما يجعل الضربة نقطة تحول قد تفتح الباب أمام مواجهة إقليمية واسعة النطاق، أو تسوية مشروطة بشروط أمريكية مشددة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية