المعارِضة البيلاروسية تيخانوفسكايا تتعهد بمواصلة النضال من أجل الديمقراطية
المعارِضة البيلاروسية تيخانوفسكايا تتعهد بمواصلة النضال من أجل الديمقراطية
أكدت زعيمة المعارضة البيلاروسية في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكايا، اليوم الاثنين، أنها ستواصل نضالها من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في بيلاروس، بعد الإفراج عن زوجها سيرجي تيخانوفسكي من سجون النظام البيلاروسي، حيث قضى خمس سنوات في ظروف قاسية من الاعتقال الانفرادي.
وفي مؤتمر صحفي عقدته مع زوجها في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، عبّرت تيخانوفسكايا عن مشاعرها بالقول: "إنه على قيد الحياة، ونحن معًا مجددًا.. وسنظل ملتزمين بمعركتنا"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وكان سيرجي تيخانوفسكي، الناشط السياسي والمدوّن الشهير، قد أُفرج عنه يوم السبت مع 13 سجينًا سياسيًا آخرين، في خطوة مفاجئة جاءت بعد زيارة المبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوج إلى العاصمة البيلاروسية مينسك.
دور واشنطن في الوساطة
وأعربت تيخانوفسكايا عن امتنانها للولايات المتحدة، قائلة: "نحن ممتنون لكل من أسهم في هذه اللحظة، وبخاصة للولايات المتحدة على جهودها الدبلوماسية الحثيثة".
من جهته، دعا تيخانوفسكي المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط من أجل الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في البلاد، مخاطبًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب مباشرة: "ترامب يمتلك القوة والإمكانات. بكلمة واحدة منه، يمكن تحرير السجناء السياسيين. أطلب منه أن يقول هذه الكلمة الآن".
واعتُقل تيخانوفسكي في مايو 2020، عقب إعلانه عزمه الترشح ضد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في الانتخابات الرئاسية، إلا أن اعتقاله حال دون مشاركته، فتقدّمت زوجته سفيتلانا بديلاً عنه، وأصبحت رمزًا للمعارضة السلمية التي اجتاحت البلاد.
ورغم الإعلان الرسمي عن فوز لوكاشينكو بنسبة ساحقة، وصفت المعارضة والعديد من العواصم الغربية نتائج الانتخابات بأنها مزورة. تلت ذلك احتجاجات حاشدة غير مسبوقة، واجهتها السلطات بقمع عنيف، أسفر عن اعتقالات جماعية ونفي قسري للعديد من قيادات المعارضة.
وفي ديسمبر من العام نفسه، حكمت محكمة في مينسك على تيخانوفسكي بالسجن لمدة 19 عامًا ونصف بتهم تتعلق بـ"التحريض على الفوضى وتنظيم احتجاجات غير قانونية"، في محاكمة وُصفت بأنها ذات دوافع سياسية.
المنفى والنضال المستمر
غادرت تيخانوفسكايا البلاد إلى ليتوانيا تحت ضغوط أمنية، ومنذ ذلك الحين تقود حملة دولية لتسليط الضوء على الانتهاكات الحقوقية في بيلاروس، وتعمل مع شركاء دوليين من أجل فرض عقوبات على نظام لوكاشينكو ودعم المعتقلين السياسيين.
وفي ختام المؤتمر الصحفي، شددت تيخانوفسكايا على أن الإفراج عن زوجها لا يعني نهاية الطريق، بل بداية مرحلة جديدة من الكفاح.. "سنواصل النضال، ليس فقط من أجل سيرجي، بل من أجل كل الذين ما زالوا خلف القضبان ظلماً".