غياب جديد لمهرجانات بيت الدين بلبنان.. الحرب تحرم الجمهور من الفن والموسيقى
غياب جديد لمهرجانات بيت الدين بلبنان.. الحرب تحرم الجمهور من الفن والموسيقى
أعلنت لجنة مهرجانات بيت الدين اللبنانية، الاثنين، تعليق الدورة المقبلة من المهرجان الصيفي، الذي كان من المزمع إقامته بين 3 و27 يوليو 2025، وذلك نتيجة "الظروف السياسية والأمنية" في المنطقة، والتي قالت اللجنة إنها "تعوق مشاركة الفنانين الأجانب" وتُهدد استقرار الحدث.
أوضح البيان الصادر عن إدارة المهرجانات في لبنان، أن القرار "الصعب" جاء حرصًا على ضمان أجواء مستقرة وهادئة لإقامة الفعاليات، في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متصاعداً على خلفية الحرب بين إيران وإسرائيل، والضربات الأمريكية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية، وفق وكالة فرانس برس.
فنانين بارزين كانوا ضمن البرنامج
وكانت رئيسة اللجنة نورا جنبلاط قد كشفت في 14 مايو الماضي عن برنامج صيفي "غني ومتنوع" يتضمن عروضًا لفنانين بارزين، منهم الميتزو سوبرانو الأمريكية جاي ناي بريدجيز، والمغنيات جاهدة وهبة من لبنان، وريهام عبد الحكيم من مصر، ولبانة القنطار من سوريا، إضافة إلى عازف العود العراقي نصير شمّه، والفنانة اللبنانية كارول سماحة التي كانت ستقدم مسرحية موسيقية بعنوان "كلو مسموح".
ورغم إلغاء الحفلات، أكدت اللجنة أن معرضين فنيين كانا ضمن جدول فعاليات المهرجان سيُفتتحان كما هو مقرر في 3 يوليو 2025، من دون تأجيل.
المهرجانات اللبنانية تتأرجح في ظل التوتر
ويأتي تعليق مهرجانات بيت الدين للعام الثاني على التوالي، بعد أن غابت قسرًا في 2024 بسبب المواجهات بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الحرب في غزة، ورغم وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي، لا تزال الغارات الإسرائيلية تستهدف بشكل متكرر ما تقول تل أبيب إنها مواقع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية.
مهرجانات أخرى تتحدى المشهد المضطرب
وعلى الرغم من الصعوبات، أعلنت مهرجانات بعلبك الدولية أنها ستُعيد إطلاق نشاطها هذا الصيف، كما يُنتظر أن تكشف لجنة مهرجانات بيبلوس مساء اليوم عن برنامجها المرتقب، ما يعكس رغبة عدد من الفاعلين الثقافيين في الحفاظ على نبض الفن في وجه العاصفة.
تُعد مهرجانات بيت الدين، التي انطلقت في أوائل الثمانينيات خلال الحرب الأهلية اللبنانية، من أبرز الفعاليات الثقافية والفنية في البلاد، واستضافت عبر السنوات فنانين عالميين وعرب، لكن الأحداث الأمنية والسياسية المتكررة، خصوصًا خلال السنوات الخمس الأخيرة، جعلت استمراريتها رهينة الاستقرار الإقليمي، ويمثل إلغاء الدورة الحالية ضربة جديدة للمشهد الثقافي اللبناني، الذي يعاني أصلًا من تداعيات الانهيار الاقتصادي والصراعات السياسية المتشابكة.