الأونروا: آلية المساعدات الأمريكية في غزة "شائنة ومهينة"

الأونروا: آلية المساعدات الأمريكية في غزة "شائنة ومهينة"
الأونروا في فلسطين - أرشيف

وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، اليوم الثلاثاء، آلية توزيع المساعدات الإنسانية الجديدة في قطاع غزة، والمدعومة أمريكيًا، بأنها "شائنة ومهينة ومذلة".

وأدلى لازاريني بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الألمانية برلين، حيث أكد أن النظام الجديد، المعروف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية" (Gaza Humanitarian Foundation)، والذي بدأ عمله أخيرًا، "يمثل فخًا قاتلًا" ويؤدي إلى سقوط المزيد من القتلى بين الفلسطينيين بدلاً من إنقاذهم، وفق وكالة "فرانس برس".

وأعلنت الولايات المتحدة في بداية مايو الماضي عن إنشاء "مؤسسة غزة الإنسانية" كمبادرة بديلة لتوزيع المساعدات في القطاع، بعد أن منعت إسرائيل الأونروا من العمل على أراضيها ومنعت مسؤوليها من التواصل مع الجانب الإسرائيلي.

إقصاء الأونروا من غزة

بدأت المؤسسة عملياتها رسميًا في 26 مايو، في وقت أُقصيت فيه الأونروا عن دورها التاريخي في إدارة وتنسيق المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة منذ عقود. 

وتُصنّف المؤسسة الجديدة رسميًا كمؤسسة خاصة، لكنها تحظى بدعم سياسي وميداني أمريكي مباشر.

اتهمت إسرائيل الأونروا أخيرًا بـ"توفير غطاء لعناصر حماس"، وهي تهم رفضتها الأمم المتحدة بشكل قاطع، فيما أكدت منظمات إغاثة دولية أن المؤسسة الجديدة تعمل في انسجام مع الأهداف العسكرية لإسرائيل وتفتقر إلى الشفافية، ما جعل كثيرًا من الجهات الإنسانية ترفض التعاون معها.

مئات القتلى والجرحى 

كشفت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 450 فلسطينيًا استشهدوا، وأصيب نحو 3500 آخرين منذ أواخر أيار/مايو، خلال محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات التي حددتها "مؤسسة غزة الإنسانية".

تجمّع السكان في طوابير طويلة، يائسين بحثًا عن الطعام، ليُقابلوا في كثير من الحالات بإطلاق نار مباشر من القوات الإسرائيلية، وخصوصًا قرب المواقع التي تنشط فيها المؤسسة الأمريكية. 

ورغم هذه الأرقام الثقيلة، تواصل إسرائيل إنكار مسؤوليتها عن سقوط الضحايا، وتتهم من تسميهم "مخربين" بالتسبب في الفوضى.

دعوة لاستعادة دور الأونروا 

دعا لازاريني في كلمته، إلى إعادة تمكين الأونروا من الوصول الآمن إلى قطاع غزة واستئناف عملياتها الإغاثية، مشددًا على أن الوكالة الأممية تملك من الخبرة والتاريخ والموارد البشرية ما يؤهلها لإدارة الأزمة بطريقة إنسانية تحترم كرامة الإنسان الفلسطيني.

وقال لازاريني: "المجتمع الإنساني، بما في ذلك الأونروا، يملك الكفاءة الكاملة، ويجب السماح له بالقيام بمهمته دون عراقيل سياسية أو ميدانية. لا بديل آخر حقيقي إذا أردنا التصدي لخطر المجاعة في غزة".

وأضاف أن استبعاد الأونروا "ليس فقط غير أخلاقي، بل يُسهم في إطالة أمد الأزمة"، مطالبًا بوقف تسييس المساعدات الإنسانية وتحويلها إلى أدوات ضغط عسكري.

التجويع كسلاح حرب

تأتي هذه التصريحات في ظل اتهامات متكررة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإسرائيل باستخدام المجاعة سلاحاً في الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، بعد أن فرضت حصارًا خانقًا، ومنعت الإمدادات الغذائية والطبية، ودمرت مستودعات الأونروا ومراكز التوزيع.

وتعاني غزة، منذ شهور، انهياراً كاملاً في الخدمات الأساسية، وانتشار الكوليرا، وسوء تغذية حاد بين الأطفال، في وقت لم تعد فيه أي جهة قادرة على الوصول إلى السكان المحاصرين في الجنوب أو الشمال بأمان، وسط فوضى أمنية وقصف متواصل.

وقدّر برنامج الغذاء العالمي في آخر تقاريره أن نحو 1.1 مليون فلسطيني في غزة يواجهون خطر المجاعة الحقيقية، وأن الوضع الإنساني في القطاع هو الأسوأ في العالم حاليًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية