مغتربو إيران في لوس أنجلوس بين تأييد تغيير النظام وخشية تصعيد الحرب

مغتربو إيران في لوس أنجلوس بين تأييد تغيير النظام وخشية تصعيد الحرب
امرأة إيرانية تجلس قرب سيارة مدمرة في طهران جراء غارة إسرائيلية

في متجره الصغير المحاط برائحة التمر والفستق، جلس محمد غفاري السبعيني بوجه متجهم. لم يكن قلقه على مخزون متجره، بل على إخوته في إيران، بعد أيام من قصف أمريكي استهدف مواقع نووية إيرانية نهاية الأسبوع الماضي.

قال غفاري، الذي غادر بلاده قبل ثورة 1979 للدراسة ولم يعد منذ ذلك الحين: "الجمهورية الإسلامية عاجزة عن إطعام شعبها.. ولو قبل الإيرانيون بتغيير النظام، سأكون سعيدًا مثلهم" بحسب فرانس برس.

توافقت معه "فرشته"، سيدة يهودية متقاعدة هاجرت إلى الولايات المتحدة في ثمانينات القرن الماضي، تحفظت عن كشف اسمها الكامل خوفًا من تبعات ذلك على من تبقى من عائلتها في إيران.

قالت بابتسامة مشوبة بالأمل: "سيكون الجميع سعداء لو سقط هذا النظام.. ترامب بطل في أعين كثيرين هنا".

جاءت الضربات الأمريكية الأخيرة بتوقيع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعمًا لإسرائيل في هجومها على إيران، ما أثار جدلاً واسعًا، وفتح بابًا للحديث عن مستقبل النظام الإيراني.

وغرّد ترامب، مساء الأحد، عبر منصة "تروث سوشال" متسائلًا: "إذا كان هذا النظام غير قادر على إعادة إيران إلى عظمتها.. فلماذا لا نغيّره؟".

حان وقت انتفاضة الشعب

في غرب لوس أنجلوس، تحديدًا قرب جامعة كاليفورنيا، تعج شوارع "بلاد فارس الصغيرة" أو ما يعرف بـ"طهرانجليس"، بالمحلات التي تحاكي الثقافة الإيرانية، هناك يعيش نحو 200 ألف أمريكي من أصول إيرانية، أغلبهم من الأقليات الدينية أو المعارضين للنظام.

قالت فرشته، وقد علت نبرتها بشيء من الحسم: "لقد حان وقت انتفاضة الشعب، النظام ضعيف الآن، والفرصة سانحة".

أما مهرنوش، وهي امرأة تبلغ من العمر 45 عامًا، فقد أكدت رغبتها في تدخل عسكري أميركي أكثر صراحة، مضيفة: "الناس في الداخل مكبلون... هذا النظام سفك دماء الآلاف، خاصة بعد احتجاجات مقتل مهسا أميني".

أصوات تدعو إلى التغيير

في مطعم "مذاق طهران"، جلس "جون" يراقب الأجواء بقلق. هو الآخر من أصول إيرانية، لكنه يخشى تكرار سيناريوهات العراق وأفغانستان.

قال متنهّدًا: "التغيير بالقوة لا يدوم.. يجب أن يأتي من الشعب، لأجل الشعب، لم نصل بعد إلى تلك اللحظة".

أخيراً أعلنت واشنطن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، فيما قالت طهران إنها "لا تنوي" الاستمرار في الرد إذا توقفت إسرائيل.

بالنسبة إلى جون، الذي تحدث أخيرًا مع عمته التي فرت من طهران شمالًا، فإن هذا التطور حمل بعض الطمأنينة. وتساءل: "هل يستحق هذا كل الدماء؟ لا أظن. فقدتُ جديّ في الحرب مع العراق، ولا أريد أن أفقد المزيد".

اندلعت التوترات مجددًا بين الولايات المتحدة وإيران بعد قصف أمريكي استهدف منشآت نووية إيرانية، وجاءت الخطوة دعمًا للهجمات الإسرائيلية المستمرة، وسط تصاعد غير مسبوق بين الطرفين.

ويعيش مئات الآلاف من الإيرانيين في الخارج، خصوصًا في الولايات المتحدة، ويشكّلون جالية فاعلة تحمل في طياتها انقسامًا واضحًا، بين من يؤيد تغيير النظام بالقوة، ومن يرى أن الإصلاح الداخلي هو الحل المستدام.

يُذكر أن الاحتجاجات الشعبية في إيران، والتي اشتعلت بعد مقتل مهسا أميني عام 2022، فتحت باب الجدل حول شرعية النظام، لكنها أيضًا قوبلت بعنف غير مسبوق، ما ضاعف من مشاعر الإحباط والغضب في صفوف الإيرانيين داخل البلاد وخارجها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية