"فرانس برس": اتصالات مكثفة لإنجاز اتفاق شامل يضمن وقف إطلاق النار في غزة
"فرانس برس": اتصالات مكثفة لإنجاز اتفاق شامل يضمن وقف إطلاق النار في غزة
أكدت حركة حماس، اليوم الأربعاء، أن الاتصالات مع الوسطاء الإقليميين والدوليين شهدت تكثيفًا خلال الساعات الأخيرة بهدف التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للحرب المستمرة في قطاع غزة منذ نحو 20 شهرًا، متّهمة الحكومة الإسرائيلية بـ"التلكؤ المتواصل" في الاستجابة للمبادرات المطروحة.
وشدد المستشار الإعلامي لرئاسة المكتب السياسي لحماس، طاهر النونو، في تصريح خاص لوكالة "فرانس برس"، على أن الاتصالات مع الوسطاء "لم تتوقف"، لكنها شهدت "تكثيفًا في الساعات الأخيرة"، في إشارة إلى تحركات دبلوماسية نشطة تقودها كل من مصر وقطر، برعاية ودعم من الولايات المتحدة.
وقال النونو: "نرحب بأي جهود صادقة ومخلصة تُفضي إلى وقف شامل ودائم للحرب على قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن الحركة تتمسك بضرورة التوصل إلى "صفقة شاملة" تشمل وقف إطلاق نار دائم، وانسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية من القطاع، إضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية، وتنفيذ صفقة تبادل للأسرى.
وأضاف النونو،أن الحركة "أبدت مرونة كافية" على مدار الأشهر الماضية، لكنها "لم تتلقَ حتى الآن أي مقترح جديد رسمي بشأن وقف إطلاق النار"، معتبرا أن "الاحتلال لا يزال يواصل التلكؤ والمماطلة في الاستجابة".
دور متجدد للدوحة والقاهرة
وأكّد رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي تتوسط بلاده في المحادثات إلى جانب القاهرة وواشنطن، أن الجهود متواصلة لاستئناف جولات المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في غضون اليومين المقبلين.
وقال خلال تصريحات على هامش قمة "الناتو" في لاهاي: "نحاول إيجاد فرصة قريبة لإطلاق مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بهدف الوصول إلى اتفاق شامل".
وأعرب عن خشيته من استغلال الحكومة الإسرائيلية "وقف إطلاق النار مع إيران لشن هجمات أكثر عنفًا على غزة"، محذرًا من أي تصعيد محتمل خلال المرحلة الانتقالية.
انعكاسات التصعيد مع إيران
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام فقط من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، أنهى حربًا خاطفة استمرت 12 يومًا، واعتبرها "انتصارًا سياسيًا واستراتيجيًا للردع الأميركي".
وقال ترامب، الأربعاء، على هامش مشاركته في قمة الناتو: "أعتقد أن هناك تقدمًا كبيرًا يتم إحرازه بشأن غزة.. والسبب المباشر هو الهجوم الذي شنّيناه مؤخرًا ضد إيران"، في إشارة إلى الضربات الأميركية التي يرى أنها قد تؤثر إيجابًا على التوازنات في الشرق الأوسط.
وفي الداخل الإسرائيلي، تصاعدت الضغوط السياسية والشعبية لإنهاء الحرب، خاصة بعد إعلان منتدى عائلات الرهائن ومعه زعيم المعارضة يائير لابيد تأييدهما للعودة إلى طاولة المفاوضات.
لكن في المقابل، أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير عن تمسكه بخيار الحسم العسكري، مؤكدًا أن "التركيز سيعود الآن إلى غزة من جديد"، وذلك "من أجل إعادة الرهائن وتفكيك بنى حماس العسكرية بالكامل".
وتبقى الحكومة الإسرائيلية منقسمة بين معسكر يدفع نحو الحسم العسكري الكامل وآخر يدعو إلى مقايضات استراتيجية تحقق إنجازًا سياسيًا عبر استعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023.
20 شهرًا من الحرب
اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر 2023، إثر عملية غير مسبوقة نفذتها حماس داخل إسرائيل، أسفرت عن مقتل 1219 شخصًا غالبيتهم من المدنيين، وفق أرقام إسرائيلية.
وردّت إسرائيل بشن حرب واسعة على القطاع المحاصر، أوقعت حتى الآن 56077 قتيلًا معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة، وسط تحذيرات متكررة من كارثة إنسانية ومجاعة وشيكة.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80% من سكان غزة نزحوا من منازلهم، بينما انهارت البنية التحتية الصحية والخدمية بالكامل، وسط قيود مشددة على دخول المساعدات.