الأرجنتين تعلن حالة التأهب إثر اندلاع حريق غابات والرياح تعوق السيطرة

الأرجنتين تعلن حالة التأهب إثر اندلاع حريق غابات والرياح تعوق السيطرة
حريق غابات - أرشيف

أعلنت السلطات الأرجنتينية حالة التأهب القصوى في مقاطعة قرطبة والمناطق المحيطة بها، بعد اندلاع حريق غابات جديد في منطقة كاليرا، الواقعة إلى الشمال الغربي من العاصمة الإقليمية، وامتدت ألسنة النيران على مسافة تجاوزت 500 متر، ما استدعى تدخلاً عاجلاً من وحدات الإطفاء والدفاع المدني.

واجهت فرق الإطفاء صعوبة كبيرة في السيطرة على الحريق، الذي بدا تحت السيطرة في مراحله الأولى، لكن هبات الرياح العاتية، التي تجاوزت سرعتها 60 كم/ساعة، أسهمت في إعادة إشعال الحرائق مرارًا، وعوقت جهود الإطفاء بشكل كبير.

وأكد روبرتو شراينر، وزير إدارة أخطار المناخ والكوارث والحماية المدنية، في تصريح لإذاعة كادينا 3، أن "محيط الحريق لا يزال غير مستقر، ولا تزال هناك احتمالات عالية لاندلاع النيران مجددًا بسبب تأثير الرياح في الرماد المتناثر".

جهود إطفاء مشتركة 

حشدت السلطات ما لا يقل عن أربع فرق إطفاء من مناطق سالدان ومناطق مجاورة، إلى جانب وحدات متخصصة من شركة التكنولوجيا المتقدمة للكوارث (ETAC) وفرق من خطة إدارة الحرائق الإقليمية. 

وانتشرت فرق الإطفاء حتى ساعات الليل، حيث تمكنت من احتواء النيران مؤقتًا، مع إبقاء وحدات الرصد في حالة استنفار تحسبًا لأي طارئ.

ونشرت وسائل إعلام أرجنتينية، منها صحيفة إنفوباى، مشاهد مصورة تُظهر شدة اشتعال النيران وسرعة انتشارها في الغابات المحيطة، ما يعكس التحديات التي تواجهها فرق الإطفاء في ظل ظروف الطقس غير المواتية.

تحذيرات وقرارات استباقية

تأتي هذه التطورات بعد أيام فقط من إعلان حالة الخطر الشديد في مقاطعة قرطبة بسبب تزايد مؤشرات اندلاع حرائق الغابات، خاصة في المناطق الجبلية والمراعي الزراعية، حيث ترتفع درجات الحرارة ويقل معدل الرطوبة.

وبحسب وزارة البيئة، تم اتخاذ هذا القرار الوقائي في 2 يونيو الجاري، ويستمر حتى نهاية العام، بهدف الحد من أخطار الحرائق التي باتت تتكرر سنويًا بفعل تغير المناخ والجفاف الطويل الأمد.

وشددت السلطات على حظر إشعال النيران بكافة أشكالها، وطالبت السكان المحليين بالإبلاغ الفوري عن أي مؤشر على اندلاع حرائق، مثل تصاعد الدخان أو وجود نشاط غير معتاد في المناطق الريفية.

حوادث سابقة وتحذير

سبق أن شهدت قرطبة حرائق مشابهة، أبرزها قبل عدة أيام في منطقة مانانتياليس، حيث احترقت 10 هكتارات من الغطاء النباتي خلال حريق استمر ثلاث ساعات، وتمكنت السلطات من السيطرة عليه بعد تدخل سريع من فرق الطوارئ.

كما اندلع حريق آخر في أطراف حي قرطبة على جبهتين، امتدت كل منهما على طول 1000 متر، ما استدعى تدخل فرق من مالاجينيو إلى جانب عناصر من إدارة الإطفاء المركزية.

وأكد ماكسيميليانو أولاسيريجي، نائب مفوض إدارة الإطفاء، أن المنازل القريبة من موقع الحريق لم تتعرض لأي تهديد مباشر، رغم الظروف الجوية القاسية ووجود غطاء نباتي كثيف يتكون من أعشاب طويلة وقصيرة تزيد من قابلية الاشتعال.

حرائق الغابات أزمة متكررة

تُعد حرائق الغابات أحد التحديات البيئية السنوية التي تواجهها الأرجنتين، وخاصة في مناطق مثل قرطبة، سانتا فيه، وتوكومان. ويُعزى ذلك إلى مزيج من التغير المناخي، الجفاف، وتوسع النشاط البشري في المناطق الطبيعية.

وخلال السنوات الأخيرة، تكررت مشاهد الدمار التي تخلفها هذه الحرائق، حيث تُفقد آلاف الهكتارات من الغابات والمراعي، وتُهدد المجتمعات الريفية. ودعت السلطات إلى تعزيز الاستثمار في البنية التحتية الوقائية، وزيادة الوعي المجتمعي، وتحديث خطط الإنذار المبكر.

رغم إعلان السيطرة المؤقتة على الحريق، أكدت السلطات الأرجنتينية استمرار عمليات المراقبة والإنذار المبكر في منطقة كاليرا والمناطق المجاورة، بانتظار استقرار الأحوال الجوية. فيما تواصل فرق الإنقاذ حالة التأهب تحسبًا لاحتمال تجدد الحرائق في أي لحظة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية