"نيويورك تايمز": الرياح تُفاقم حرائق الغابات في الغرب الأمريكي وتحذيرات من توسعها
"نيويورك تايمز": الرياح تُفاقم حرائق الغابات في الغرب الأمريكي وتحذيرات من توسعها
أتى حريق غابات على 17 منزلًا في ولاية يوتا الأمريكية، وهدد مئات المساكن الأخرى، بعدما امتد على مساحة تجاوزت 1500 فدان، منذ ليلة الجمعة، مدفوعًا برياح عاتية جافة رفعت مستوى الخطر في منطقة تُعرف بجفافها الحاد.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الأحد، أن الحريق الذي حمل اسم فورسيث، أشعل النيران شمال مدينة سانت جورج الواقعة في الزاوية الجنوبية الغربية من الولاية، بالقرب من حدود نيفادا وأريزونا، وعلى بُعد نصف ساعة من متنزه زيون الوطني، وتركّزت الأضرار في بلدة باين فالي الصغيرة، التي لا يتجاوز عدد سكانها 300 نسمة، وتبعد نحو 40 دقيقة عن سانت جورج.
الإخلاء الكامل في باين فالي
أمر قائد شرطة مقاطعة واشنطن، نيت بروكسبي، بإخلاء البلدة بالكامل، مؤكدًا أن الحريق تجاوز قدرات الفرق المستجيبة رغم الجهود المكثفة، وكتب على "فيسبوك": "صُدم رجال الإطفاء.. رأيت ذلك في عيونهم... لقد بذلوا كل ما بوسعهم، ومع ذلك خسروا أمام الطبيعة الأم".
أوضح مكتب بروكسبي أن الرياح التي بلغت سرعتها المتوسطة 15 ميلًا في الساعة أسهمت في اشتعال النيران وانتشارها بسرعة غير متوقعة، ونصح السكان بعدم العودة حتى السيطرة على الحريق بالكامل، وأبقى على التحذيرات موجهة للعامة بعدم الاقتراب من المنطقة المتضررة.
وأكد مركز معلومات حرائق يوتا، التابع لفريق مشترك بين الوكالات الفيدرالية والمحلية، أن 150 فردًا من فرق الطوارئ جرى نشرهم لمكافحة الحريق، وما زال 400 مبنى سكني في المنطقة مهددةً حتى اللحظة، فيما يتواصل التحقيق لمعرفة سبب اندلاع الحريق.
وفي غرب البلاد، تحديدًا في ولاية نيفادا، اتسع نطاق حريق كونر بسرعة لافتة، ليغطي نحو 14 ألف فدان في مقاطعة دوغلاس، على بُعد نحو 40 كيلومترًا من بحيرة تاهو، بعد أن كان محدودًا في مساحة لا تتجاوز 2000 فدان قبل يوم واحد فقط.
انطلق الحريق في بدايته من منشأة هيكلية، بحسب ما أفاد مكتب إدارة الأراضي في نيفادا، لكنه انتشر بسرعة كبيرة بفعل الرياح التي غذّت لهيبه، مستعينًا بالأعشاب الجافة والشجيرات المنتشرة بكثافة في محيطه.
شاركت قوات من الوكالات الفيدرالية والولائية والمحلية في كل من نيفادا وكاليفورنيا في عمليات الإطفاء، حيث بلغ عدد العاملين على احتواء الحريق نحو 500 عنصر طوارئ، وأصدرت السلطات أوامر بالإخلاء في المناطق المهددة.
تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي صورًا تُظهر أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من موقع حريق كونر، وكان بالإمكان رؤيتها من بحيرة تاهو، الوجهة السياحية الشهيرة التي تضم مسارات للمشي، ومواقع تخييم، وفنادق ريفية، وتمتد على حدود ولايتَي كاليفورنيا ونيفادا.
تحذيرات من حرائق أوسع
حذرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي من تصاعد خطر حرائق الغابات في عدد من الولايات الغربية، خاصة في ظل موجة حر متوقعة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وشملت المناطق المعرضة للخطر ولايات كاليفورنيا، كولورادو، نيفادا، يوتا، ووايومنغ.
وأشارت الإدارة إلى أن ظروف الحرارة المرتفعة والرياح الجافة تُشكّل بيئة مثالية لاندلاع المزيد من الحرائق، الأمر الذي يتطلب يقظة إضافية وتدابير وقائية مشددة لتقليل الخطر على المجتمعات المحلية.