رئيسة المكسيك: مهاجرونا بالولايات المتحدة "ليسوا مجرمين" ولن نتخلى عنهم
رئيسة المكسيك: مهاجرونا بالولايات المتحدة "ليسوا مجرمين" ولن نتخلى عنهم
تعهدت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم بأن حكومتها "لن تدخر جهداً ولا مورداً" في سبيل حماية المواطنين المكسيكيين المقيمين في الولايات المتحدة، خاصة في ظل المداهمات الأخيرة التي أسفرت عن اعتقال 252 مهاجراً مكسيكياً، ضمن إجراءات أمنية مشددة تتخذها السلطات الأمريكية بحق المهاجرين غير النظاميين.
وأكدت شينباوم، في مؤتمر صحفي، أن القنصليات المكسيكية في الولايات المتحدة تلقت تعليمات فورية بزيادة وتيرة الزيارات اليومية إلى مراكز الاحتجاز التابعة لإدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) وكذلك مراكز الحدود التابعة لإدارة الجمارك وحماية الحدود (CBP)، بحسب ما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية، اليوم السبت.
وقالت الرئيسة إن تلك الإجراءات تهدف إلى تعزيز الحضور الدبلوماسي وضمان أن حقوق المهاجرين المكسيكيين لا تُنتهك، مضيفة: "سنقف إلى جانب إخوتنا وأخواتنا. نقدم دعمنا الكامل وتضامننا. سنفعل كل ما في وسعنا لحمايتهم".
وشددت على أن كل قنصل مكسيكي في الولايات المتحدة ملزم بعقد جلسة استماع علنية أسبوعية، "للإنصات إلى شكاوى الجالية المكسيكية وفهم التحديات التي تواجههم"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تُعد جزءاً من استراتيجية وطنية لحماية المهاجرين أينما وجدوا.
منشأة احتجاز جديدة
وانتقدت شينباوم بشدة مقترح حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس، الذي تحدث عن إنشاء منشأة احتجاز جديدة وسط مستنقعات الولاية، يُطلق عليها اسم "ألكاتراز التماسيح"، في إشارة ساخرة إلى سجن ألكاتراز الشهير، والمقترح أن يُخصص لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين.
وأوضحت شينباوم: "هذا التصور غير إنساني ويتناقض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان. المهاجرون ليسوا مجرمين، بل هم بشر يبحثون عن فرص حياة أفضل لعائلاتهم".
تأتي هذه التصريحات في أعقاب سلسلة من المداهمات التي شنتها سلطات الهجرة الأمريكية هذا الأسبوع، في عدد من الولايات الجنوبية، من ضمنها تكساس، أريزونا، وفلوريدا، حيث تم احتجاز المئات من المهاجرين، أغلبهم من المكسيك ودول أمريكا الوسطى.
قلق حقوقي متزايد
وقد أعربت منظمات حقوقية ومجتمعية عن قلق متزايد من ارتفاع وتيرة الاعتقالات العشوائية وتجاهل الحقوق القانونية للمحتجزين، خاصة في ظل مناخ سياسي يزداد عدائية تجاه المهاجرين، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي ظل هذه التطورات، ترى حكومة شينباوم نفسها أمام معركة سياسية وإنسانية مزدوجة: الدفاع عن حقوق مواطنيها في الخارج، وفي الوقت نفسه، التعامل بحذر مع جارتها وشريكتها التجارية الكبرى، الولايات المتحدة.
وتعهدت شينباوم بأن تظل قضيتا الهجرة والكرامة الإنسانية في قلب أولويات السياسة الخارجية المكسيكية، مضيفة أن بلادها لن تتهاون أمام أي انتهاك لحقوق مواطنيها.
وقالت في ختام حديثها: "نحن شعب فخور، وسنقف بجانب من يمثلون كرامتنا وهويتنا. وسنرد على أي إهانة بحقهم بقوة القانون والدبلوماسية والإنسانية".