سبع سنوات سجناً لصحفي فرنسي في الجزائر بتهم "تمجيد الإرهاب"

سبع سنوات سجناً لصحفي فرنسي في الجزائر بتهم "تمجيد الإرهاب"
الصحفي الفرنسي كريستوف غليز

 

أصدرت محكمة جزائرية حكماً بالسجن سبع سنوات على الصحفي الفرنسي كريستوف غليز، المتخصص في الشأن الرياضي، بعد محاكمة اتُّهم فيها بـ"تمجيد الإرهاب"، وفق ما أعلنت منظمة مراسلون بلا حدود ومجموعة سو بريس التي يعمل لحسابها الصحفي، ووصفت المجموعة الإعلامية القرار بأنه "عقوبة غير عادلة".

استئناف مرتقب للحكم

أوضحت منظمة "مراسلون بلا حدود" في بيان لها، أن الاستئناف سيُقدَّم الإثنين 30 يونيو، مشيرة إلى أن الحكم جاء بعد فترة مراقبة قضائية استمرت 13 شهراً، وبحسب مصادر قضائية جزائرية، فقد تم نقل غليز إلى سجن مدينة تيزي وزو بعد إدانته، مع توقع إعادة محاكمته في الدورة القضائية المقبلة المقررة في أكتوبر 2025، وفق وكالة فرانس برس.

اعتقال وتهم مثيرة للجدل

وكان الصحفي الفرنسي البالغ من العمر 36 عاماً قد أُوقف في 28 مايو 2024 بمدينة تيزي وزو، أثناء زيارة عمل لإعداد تقرير حول نادي شبيبة القبائل، وتضمنت التهم الموجهة إليه: الدخول إلى البلاد بتأشيرة سياحية، و"تمجيد الإرهاب"، و"حيازة منشورات دعائية قد تُضر بالمصلحة الوطنية"، حسب بيان المنظمة.

صلات سابقة بمسؤول مصنف إرهابياً

أكدت "مراسلون بلا حدود" أن هذه التهم ترتبط باتصالات أجراها غليز عامي 2015 و2017 مع رئيس نادي تيزي وزو لكرة القدم، الذي كان يشغل أيضاً منصباً في حركة الماك، المصنفة منظمة إرهابية في الجزائر منذ 2021، وشددت المنظمة على أن تلك الاتصالات وقعت قبل التصنيف الإرهابي، أما تواصله في 2024 فكان لأغراض صحفية بحتة تتعلق بتقريره عن نادي كرة القدم.

انتقادات

عدّ تيبو بروتين، المدير العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، أن الحكم "لا معنى له ويعكس فقط تدخل السياسة في القضاء". وأضاف: "كان يمكن للعدالة الجزائرية أن تقدم نموذجاً إيجابياً، لكنها أخفقت في ذلك".

أما مؤسس مجموعة "سو بريس"، فرانك أنيس، فدعا في بيان إلى تحرك على المستوى السياسي والدبلوماسي لضمان الإفراج عن كريستوف وعودته إلى حياته وعمله الصحفي.

شهدت العلاقات بين الجزائر وفرنسا توتراً متصاعداً في السنوات الأخيرة، على خلفية ملفات تاريخية وسياسية، أبرزها إرث الاستعمار الفرنسي (1830–1962)، وقد تخلل ذلك طرد دبلوماسيين من كلا البلدين، وتجميد التعاون الثنائي في عدة مجالات، ما يزيد من حساسية القضايا الإعلامية التي تتقاطع مع الشأن السياسي.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية