وزيران إسرائيليان يصفان عنف المستوطنين ضد الجيش بـ"الإجرامي"

وزيران إسرائيليان يصفان عنف المستوطنين ضد الجيش بـ"الإجرامي"
عنف المستوطنين في الضفة الغربية

هاجم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش المستوطنين الذين نفذوا سلسلة أعمال عنف ضد الجيش الإسرائيلي ومواقعه العسكرية قرب رام الله، للمرة الثالثة على التوالي، واصفًا إياهم بـ"المجرمين".

ودعا سموتريتش، بحسب ما نقلته "القناة السابعة" العبرية اليوم الاثنين، إلى فتح تحقيق عاجل وتقديم المتورطين إلى العدالة، مؤكدًا أن الاستيطان في الضفة هو "الوجه الجميل لدولة إسرائيل" ولا علاقة له بـ"هذه الأعمال المشينة".

وفي لهجة مشابهة، قال وزير الهجرة الإسرائيلي أوفير سوفر: "كل من يهاجم الجيش يُلحق الضرر بالمستوطنات، ويقوّض وحدة إسرائيل، أنتم تؤصلون لفوضى عارمة ويجب وقف هذا الدمار فورًا".

حرق موقع أمني

جاءت تصريحات الوزراء في أعقاب حادثة خطيرة، حيث أضرم مستوطنون يهود النار في منشأة أمنية تابعة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وكتبوا شعارات غرافيتي مناهضة للجيش على جدرانها، ما تسبب بخسائر قُدّرت بنحو 700 ألف دولار، بحسب القناة العبرية.

وأدى الحريق إلى تدمير نظام عملياتي تكنولوجي تابع للقيادة المركزية في الجيش، يُستخدم في مراقبة تحركات الفلسطينيين، كما تعرضت إطارات مركبات عسكرية للتخريب أثناء احتجاج أمام مقر لواء بنيامين في بيت إيل.

وصرّح مصدر أمني إسرائيلي للقناة بأن ما حدث "يمثل تجاوزًا خطيرًا لخط أحمر واضح"، مضيفًا: "الضرر الذي لحق بالمنظومة الأمنية سيؤثر مباشرة على أمن المستوطنين أنفسهم".

أنظمة أمنية حيوية تضررت

أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا أكد فيه أن "عددًا من المستوطنين الإسرائيليين خربوا موقعًا أمنيًا حساسًا يحتوي على أنظمة تكنولوجية تُستخدم في إحباط الهجمات وضمان أمن المنطقة".

وأوضح البيان أن هذا الاعتداء "يشكل خطرًا مباشرًا على أمن المستوطنين، وأن الجيش يدين كل أشكال العنف ضد قوات الأمن، ويتوقع تقديم المسؤولين إلى العدالة".

اعتداء واتهامات بالقتل

لم تتوقف الأمور عند حدود التخريب، بل تصاعدت التوترات خلال مظاهرة حاشدة أمام مقر لواء بنيامين، نظّمها عشرات المستوطنين المراهقين احتجاجًا على إطلاق النار على فتى يهودي (14 عامًا).

وشهدت المظاهرة اعتداءً جسديًا على ضابط إسرائيلي، ورفع المشاركون لافتات كتبوا عليها: "قائد الكتيبة خائن وقاتل"، و"المستوطن ليس عدوًا"، و"أوقفوا هذا الجنون"، و"الكيباه والشعر المستعار ليسا مبررًا لإطلاق النار"، وكان من بين الحضور الحاخام ديفيد أميتاي، رئيس مدرسة "إيفياتار" الدينية وعم الفتى المصاب.

وتحوّل الاحتجاج إلى صدام عنيف مع شرطة الحدود، التي اضطرت إلى استدعاء قوات مكافحة الشغب بعد محاولة بعض المتظاهرين اقتحام المبنى العسكري.

اتهامات موجهة للجيش

تشهد الضفة الغربية في الفترة الأخيرة توترًا متصاعدًا بين الجيش الإسرائيلي وجماعات من المستوطنين المتطرفين، على خلفية اتهامات موجهة للجيش بـ"عدم حماية اليهود" في بعض المناطق، بل و"الاعتداء عليهم"، وفق روايات يمينية متشددة.

ويُنظر إلى ما يجري باعتباره ظاهرة تمرد داخلي تهدد وحدة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، خصوصًا أن الاعتداءات لم تعد مقتصرة على الفلسطينيين، بل طالت منشآت الجيش وضباطه أنفسهم.

وتأتي هذه الأحداث في ظل خلافات متزايدة داخل الائتلاف الحكومي اليميني، حيث يواجه نتنياهو ضغوطًا من قاعدته اليمينية للجم اندفاع المستوطنين، دون خسارة الدعم السياسي والديني في الوقت نفسه.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية