"إيران إنترناشيونال": معتقلو "إيفين" تعرضوا لانتهاكات خلال القصف الإسرائيلي على طهران

"إيران إنترناشيونال": معتقلو "إيفين" تعرضوا لانتهاكات خلال القصف الإسرائيلي على طهران
الناشطة الحقوقية والمحامية الإيرانية شيرين عبادي

نشرت الناشطة الحقوقية والمحامية الإيرانية شيرين عبادي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، اليوم الاثنين، تقريرًا مفصلاً حول الانتهاكات التي تعرّض لها معتقلو سجن إيفين في العاصمة الإيرانية طهران، خلال القصف الصاروخي الإسرائيلي الذي طال المدينة في الليلة نفسها، مستندة إلى شهادات قالت إنها "موثوقة ومباشرة من داخل السجن".

وكشفت عبادي أن قوات خاصة تابعة للنظام الإيراني، يُعتقد أنها من وحدات الحرس الخاص، حاصرت محيط سجن إيفين بالتزامن مع وقوع الهجوم، بهدف منع أي محاولة فرار من السجن السياسي سيء السمعة، والذي يحتجز فيه عدد كبير من السجناء السياسيين والناشطين المعارضين، بحسب ما ذكر موقع "إيران إنترناشيونال".

وأوضحت عبادي أن عناصر الحرس اقتحموا جناحين فقط من السجن، وهما الجناحان الرابع والثامن، المخصصان غالبًا للمعتقلين السياسيين، ووجّهوا أسلحتهم مباشرة إلى السجناء الذين كانوا في حالة ذهول نتيجة أصوات الانفجارات والدفاعات الجوية التي كانت تتصدى للهجوم الإسرائيلي المفاجئ على مواقع عسكرية في العاصمة.

تجاوز حدود العنف

أكدت عبادي أن التعامل مع السجناء داخل السجن تجاوز حدود العنف المعتادة، حيث أُجبر المعتقلون على حزم أمتعتهم تحت تهديد السلاح، دون إبلاغهم عن مصيرهم أو سبب إجلائهم القسري، قبل أن يتم تكبيل أيديهم وأرجلهم، وربط كل سجين بآخر بواسطة السلاسل والأغلال.

وتابعت المحامية الإيرانية بالقول إن السجناء نُقلوا إلى الساحة المركزية في السجن، ثم جرى تحميلهم في حافلات عسكرية وسط استمرار دوي الصواريخ والغارات، موضحة أن قوات الأمن ردّت على احتجاجات السجناء واستفساراتهم بـ"الشتائم والضرب والتهديد المباشر بإطلاق النار"، بحسب الشهادات.

وأشارت عبادي إلى أن المعتقلين أُجبروا على قضاء ساعات طويلة داخل الحافلات وخارج الملاجئ، معرضين لصوت القصف والانفجارات، في ما وصفته بـ"العقاب الجماعي المقصود"، مضيفة أن بعضهم قالوا لاحقًا: "كنا نتمنى الموت تحت القصف على أن نشهد هذا المستوى من الإذلال والعنف".

خلفية سياسية وأمنية

يُعد سجن إيفين من أشهر السجون السياسية في إيران، ويقع شمال طهران. وقد اشتهر بتاريخ طويل من انتهاكات حقوق الإنسان، حيث يُحتجز فيه معارضون سياسيون وصحفيون ونشطاء في مجالات حقوق المرأة والأقليات. 

وتعرض السجن خلال السنوات الماضية لحوادث عدة، من بينها حريق دموي عام 2022، تم خلاله قمع احتجاجات داخلية بالسلاح الحي.

تصاعدت المخاوف في الأوساط الحقوقية عقب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشآت عسكرية قرب العاصمة، في ظل غياب الشفافية حول مصير السجناء أثناء الأزمات الأمنية. 

وتتهم منظمات دولية الحكومة الإيرانية باستخدام الهجمات الخارجية كذريعة لتشديد الخناق على المعارضين والناشطين داخل البلاد.

دعوات لتحقيق دولي

طالب عدد من المنظمات الحقوقية، من بينها "مركز حقوق الإنسان في إيران" و"هيومن رايتس ووتش"، بفتح تحقيق دولي مستقل في الحادثة التي وصفتها عبادي، مؤكدين أن ما جرى يمثل انتهاكًا جسيمًا لحقوق المعتقلين في الحماية من العنف والتهديد، خاصة في ظروف النزاعات المسلحة أو الهجمات الخارجية.

ودعت عبادي في ختام تقريرها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء ما وصفته بـ"تواطؤ السلطات الإيرانية في تعريض حياة السجناء للخطر"، مؤكدة أن النظام الإيراني يستخدم السجون ليس فقط للقمع، بل كأداة لإرهاب المعارضين حتى في أشد لحظات الخطر الوطني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية