تقرير: أكثر أزمات النزوح المُهملة في العالم تحدث بإفريقيا
تقرير: أكثر أزمات النزوح المُهملة في العالم تحدث بإفريقيا
حذّر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير نشره له، الأربعاء، من أن العالم لا يولي اهتمامًا كافيًا لأزمات النزوح الجماعي في مختلف أنحاء القارة الإفريقية، التي تتسبب بالمجاعة وبنشوب نزاعات طويلة الأمد وأزمة إنسانية بالغة.
وعبر الأمين العام للمجلس يان إيغيلاند، عن قلقه من تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية قائلا: “في ظلّ الحرب الشاملة في أوكرانيا الأوروبية، أخشى أن تُدفع معاناة الإفريقيين باتجاه الظلّ أكثر”، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
ولفت المجلس النرويجي للاجئين إلى أن أكثر أزمات النزوح المُهملة في العالم هي بالترتيب، تلك التي تحدث في جمهورية الكونغو الديموقراطية وبوركينا فاسو والكاميرون وجنوب السودان وتشاد ومالي والسودان ونيجيريا وبوروندي وإثيوبيا.
وهي المرة الأولى التي تكون فيها الأزمات العشر الواردة على القائمة السنوية للمجلس النرويجي للاجئين، تحصل في القارة الإفريقية، ويتمّ تصنيف الأزمات بحسب التراجع في الاستجابة السياسية الدولية لها والتغطية الإعلامية لها، بالإضافة إلى مبالغ المساعدات المتعهّد بها لمعالجتها.
وفق البيان، في جمهورية الكونغو الديموقراطية الدولة التي يطالها أكبر إهمال وفق التصنيف للسنة الثانية على التوالي، كان نحو 27 مليون شخص العام الماضي يعانون من الجوع، أي ثلث إجمالي السكان، فيما أصبح 5,5 مليون شخص نازحًا وفرّ مليون من البلاد.
ورغم ذلك، لم تُعقد أي اجتماعات على مستوى رفيع أو مؤتمرات للمانحين لمواجهة أزمة الجوع في جمهورية الكونغو الديموقراطية أو للحدّ من النزاع الذي يمزّق شرقها، ولم تتلقَّ البلاد سوى 44% من ملياري دولار كانت طلبتها الأمم المتحدة لتأمين مساعدات إنسانية.
في المقابل، جُمع في مارس كامل المبالغ تقريبًا لتأمين مساعدة إنسانية لأوكرانيا خلال يوم واحد فقط، بحسب المجلس النرويجي للاجئين.
وأوضح إيغيلاند أن الحرب في أوكرانيا أظهرت الفجوة الهائلة بين ما يمكن فعله حين يحتشد المجتمع الدولي لمعالجة أزمة، والواقع اليومي لملايين الأشخاص الذين يعانون بصمت في هذه الأزمات في القارة الإفريقية التي اختار العالم أن يتجاهلها.
وفي دول أخرى وردت في قائمة المجلس النرويجي للاجئين، أدّت الصدمات المناخية مثل الجفاف والفيضانات إلى تفاقم الأزمات الغذائية، فيما تسببت الأزمات والعنف المتفشّي بهروب المدنيين، وصعّبت من إمكانية وصول المنظمات الإنسانية إليهم.
وأثّر انعدام حرية الصحافة في دول إفريقية عدة على غياب تغطية إعلامية كافية لهذه الأزمات.
وأشار المجلس النرويجي للاجئين إلى أن 7 من البلدان العشرة الواردة على قائمته قد ظهرت أيضًا في لوائح السنوات السابقة، ما يدلّ على حلقة مفرغة من الإهمال السياسي الدولي والتغطية الإعلامية المحدودة وإرهاق المانحين والاحتياجات الإنسانية المتزايدة باستمرار.
وتجاوز عدد الأشخاص المجبرين على الفرار، بسبب الصراعات والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان والاضطهاد، الـ100 مليون شخص لأول مرة في التاريخ، وهو ما يعتبر حدثاً بارزاً ومدفوعاً بالحرب في أوكرانيا وغيرها من النزاعات الدموية وذلك، وفقاً لتقرير حديث صادر عن مركز رصد النزوح الداخلي.