منظمة دولية: أطفال جنوب السودان يموتون جوعاً بعد خفض المساعدات الأمريكية
منظمة دولية: أطفال جنوب السودان يموتون جوعاً بعد خفض المساعدات الأمريكية
حذّرت منظمة العمل ضد الجوع الثلاثاء من أن خفض التمويل الأمريكي للمساعدات الإنسانية بدأ يُحدث آثارًا كارثية في جنوب السودان، مشيرة إلى أن "أطفالًا بدؤوا يموتون فعليًا" بسبب النقص الحاد في الغذاء.
ويعاني جنوب السودان، الذي استقل عن السودان في عام 2011، من حالة مزمنة من انعدام الأمن والاستقرار، ويعتمد بشكل شبه كلي على المساعدات الدولية رغم موارده النفطية الغنية وفق وكالة فرانس برس.
وأجرت الولايات المتحدة، تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، اقتطاعات حادة من تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ما أثر مباشرة على البرامج الإنسانية في الدولة الإفريقية، وكانت الولايات المتحدة المانح الأكبر لعدد من الوكالات والمنظمات غير الحكومية العاملة في البلاد.
وفي تقرير نشرته مجلة "ذا لانسيت" الطبية البريطانية الثلاثاء، توقعت أن يؤدي تقليص المساعدات الأمريكية بحلول عام 2030 إلى وفاة أكثر من 14 مليون شخص من الفئات الأكثر ضعفاً حول العالم، بينهم نحو خمسة ملايين طفل.
"العمل ضد الجوع"
قال دينيش أوغين رووت، مسؤول التواصل والمناصرة في العمل ضد الجوع بجنوب السودان: "الأمر ليس مجرد توقعات، بل واقع. الأطفال يموتون فعليًا".
وأكد رووت أن منظمته خسرت نحو 30% من تمويلها، ولم تعد قادرة على شراء الغذاء في بعض مناطق عملها.
وأضاف بعد زيارة إلى شمال ولاية واراب المحاذية للسودان: "المستودعات فارغة تمامًا، والعاملون يواصلون تسجيل المحتاجين لكن لا طعام لدينا لتوزيعه".
اضطرت المنظمة إلى تقليص عدد موظفيها من 300 إلى 86 شخصًا على مستوى البلاد، مما أدى إلى تراجع حاد في القدرة على الاستجابة لحالات الطوارئ.
ويتزامن خفض التمويل مع تفشي وباء الكوليرا الذي أودى بحياة 1,300 شخص منذ سبتمبر 2024، وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان من بين المناطق المتأثرة، بعد تسجيل أكثر من 330 حالة إصابة جراء النقص الشديد في المياه النظيفة والصرف الصحي.
سوء التغذية بين اللاجئين
أعلن برنامج الأغذية العالمي أن معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال اللاجئين السودانيين في جنوب السودان قد تجاوزت مستويات الطوارئ، محذرًا من كارثة صحية واسعة النطاق إذا استمرت أزمة نقص التمويل.
يُعد جنوب السودان من أكثر الدول هشاشة في العالم، حيث يعاني سكانه من تبعات نزاعات داخلية مزمنة، وغياب البنية التحتية الأساسية، واعتماد شبه كامل على المساعدات الخارجية.
ورغم توقيع اتفاقات سلام متعددة، لا يزال الوضع الإنساني هشًّا ومتدهورًا، ويزيده تعقيدًا تدفق اللاجئين من السودان المجاور، والتراجع الكبير في حجم التمويل الدولي منذ عام 2025.