"أطباء بلا حدود": الكوليرا وسوء التغذية يهددان لاجئي جنوب السودان في إثيوبيا
"أطباء بلا حدود": الكوليرا وسوء التغذية يهددان لاجئي جنوب السودان في إثيوبيا
حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود"، الجمعة، من كارثة إنسانية وصحية تقترب من مدينة ماتار الإثيوبية، حيث تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين القادمين من جنوب السودان هربًا من الاشتباكات المتصاعدة في البلاد، ولفتت المنظمة إلى أن الخدمات الطبية والمياه والملاجئ في المنطقة باتت عاجزة عن تلبية الاحتياجات المتزايدة، وسط تفشي أمراض قاتلة مثل الكوليرا والملاريا.
رصدت فرق "أطباء بلا حدود" وصول ما بين 35 و85 ألف لاجئ إلى ماتار، بعد فرارهم من معارك اندلعت منذ فبراير بين جيش جنوب السودان ومجموعات مسلحة معارضة، وأكدت المنظمة في بيان أنها اضطرت لنقل بعض خدماتها الطبية من الحدود نتيجة المعارك، مشيرة إلى أن أكثر من 200 شخص أُصيبوا بجروح مباشرة ناجمة عن القتال، بحسب فرانس برس.
الأمراض تنتشر بسرعة
أعلنت المنظمة أنها عالجت حتى الآن نحو 1200 حالة من الإسهال المائي الحاد المرتبط بالكوليرا، مشيرة إلى أن هذه الحالات قد تصبح مميتة في ما يصل إلى 20% من المصابين إن لم يُعالجوا فورًا، كما أظهرت الفحوص أن أكثر من 40% من اللاجئين يعانون الملاريا، فيما سجلت فرق المنظمة نسب سوء تغذية حاد وخيم لدى نحو 7% من الأطفال دون الخامسة.
نداء عاجل لإنقاذ آلاف الأرواح
دعت "أطباء بلا حدود" الأطراف المتحاربة في جنوب السودان إلى ضمان حيّز إنساني آمن يسمح بوصول المساعدات ويضمن سلامة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، كما ناشدت المنظمة المانحين الدوليين والجهات الإنسانية لتكثيف دعمهم لمخيمات اللاجئين في إثيوبيا، مؤكدة أن الوضع الحالي "لا يُحتمل" وأن "الوقت ينفد".
تعيش جنوب السودان، الدولة التي انفصلت عن السودان عام 2011، نزاعًا مستمرًا منذ سنوات رغم اتفاق هش لتقاسم السلطة، وفي مارس 2025، تفجرت التوترات مجددًا بعد إيقاف النائب رياك مشار، ما دفع الآلاف إلى النزوح نحو الحدود الإثيوبية، مدينة ماتار، الواقعة على بعد كيلومترات من الحدود، أصبحت نقطة تجمع رئيسية للاجئين الفارين من القتال، وسط ضعف في البنية التحتية وغياب الاستجابة الكافية.