منظمات حقوقية تحذر الفيفا من تجاهل سياسات الهجرة الأمريكية في مونديال 2026

منظمات حقوقية تحذر الفيفا من تجاهل سياسات الهجرة الأمريكية في مونديال 2026
دونالد ترامب يرفع مرسوماً تنفيذياً إلى جانب رئيس (الفيفا) جياني إنفانتينو

طالبت 90 منظمة حقوقية دولية، من بينها هيومن رايتس ووتش، الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بممارسة الضغط على الإدارة الأمريكية من أجل مراجعة سياساتها المتشددة في ملف الهجرة، والتي قد تُهدد سلامة وحقوق المشجعين واللاعبين والصحفيين خلال بطولة كأس العالم 2026، المقرّر تنظيمها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وفي بيان مشترك، اليوم الجمعة، وُجهت إلى رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، حذّرت المنظمات من أن البطولة مهددة بأن تتحوّل إلى "أداة لغسل انتهاكات حقوق الإنسان" في ظل استمرار السياسات التمييزية تجاه المهاجرين تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواصل التأثير في السياسات المتعلقة بالحدود والهجرة.

وقالت مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية في هيومن رايتس ووتش: "استبعاد العالم من كأس العالم 2026 لا يضر بالأعمال التجارية فحسب، بل يتعارض جوهريًا مع استراتيجية الفيفا لحقوق الإنسان، التي تم وضعها عندما ترشحت الولايات المتحدة لاستضافة البطولة بالشراكة مع كندا والمكسيك في عام 2018."

وأكدت أن السياسات الأمريكية التي تقيد السفر، وتمنع دخول جنسيات محددة، وتفرض تشديدات أمنية صارمة، قد تمنع الآلاف من المشجعين والإعلاميين من الحضور، وتخلق أجواءً غير مرحبة وغير آمنة تتعارض مع روح البطولة.

رد الفيفا "غامض ومخيب"

وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أنها وجهت طلبًا رسميًا للفيفا بتاريخ 5 مايو 2025، للاستفسار عن الإجراءات التي تنوي المنظمة اتخاذها لضمان السماح للمشاركين والجماهير من جميع أنحاء العالم بحضور البطولة بأمان وكرامة. 

ودعت الفيفا إلى الضغط من أجل "تغيير السياسات الأمريكية لتتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، ومع النظام الأساسي للفيفا، وخاصة سياسة الفيفا لحقوق الإنسان".

غير أن رد الفيفا في 3 يونيو جاء مخيبًا للآمال -بحسب المنظمات- حيث اقتصر على تأكيد عام مفاده أن "الفيفا، إذا علمت بوجود آثار سلبية محتملة على حقوق الإنسان، ستتواصل مع السلطات المختصة"، دون التطرق لأي خطوات عملية أو ضمانات واضحة.

أخطار حقيقية 

حذّرت المنظمات الحقوقية من أن استمرار تجاهل هذه القضايا سيضع الفيفا في موقف شراكة غير مباشرة مع الانتهاكات، كما أنه سيضر بسمعتها المتدهورة أصلًا بسبب تورطها في ملفات استضافة مثيرة للجدل، مثل كأس العالم 2022 في قطر.

وأكدت الرسالة أن الفيفا بحاجة إلى اتخاذ خطوات ملموسة، وليس الاكتفاء ببيانات بروتوكولية، بما في ذلك مراجعة شروط تنظيم البطولة مع الشركاء الحكوميين، وتقديم ضمانات بعدم التمييز، واحترام الحقوق، وضمان حرية التنقل لجميع المشاركين والزائرين.

وتأتي هذه الانتقادات في ظل تصاعد التوجهات المتشددة في ملف الهجرة في الولايات المتحدة، خاصة مع عودة نفوذ الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي تعهد بإعادة فرض سياسات أكثر صرامة، مثل منع دخول جنسيات بعينها، واحتجاز المهاجرين، وتشديد إجراءات اللجوء والعبور.

ويرى مراقبون أن استمرار هذه السياسات حتى موعد البطولة سيخلق بيئة غير آمنة وغير شاملة، ما يتنافى مع طبيعة البطولة التي يفترض أن تكون حدثًا عالميًا جامعًا لا يُقصي أحدًا.

مطالبات بالإصلاح قبل البطولة

وطالبت المنظمات الحقوقية، في ختام رسالتها، الفيفا بإعلان خطة واضحة تُلزم الدولة المضيفة بضمان حماية كاملة لحقوق الإنسان، وإلا فإن البطولة ستكون "محفوفة بالأخطار الحقوقية، ومهددة بفقدان قيمها ومصداقيتها الدولية".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية