مهاجر جديد يفقد حياته في كاليه وسط استمرار مأساة المانش
مهاجر جديد يفقد حياته في كاليه وسط استمرار مأساة المانش
عُثر على جثة رجل في الثلاثينيات من عمره، يُعتقد أنه مهاجر، كانت تطفو على سطح قناة تحت جسر "فرايسينيه" بمدينة كاليه شمال فرنسا، بالقرب من محطة القطار، واستُدعيت فرق الإطفاء والشرطة إلى الموقع، حيث تم انتشال الجثة دون العثور على ضحايا آخرين.
ووفقاً لما ذكرته السلطات المحلية، في بيان، الاثنين، تُشير النتائج الأولية إلى أن الوفاة ناجمة عن الغرق، فيما أُحيلت القضية إلى الشرطة لفتح تحقيق وتحديد ملابسات الحادث.
وسيتم إجراء تشريح للجثة خلال الأيام المقبلة، وسط ترجيحات قوية بارتباط الحادث بأزمة الهجرة المتفاقمة على السواحل الشمالية لفرنسا.
مأساة على طرق الهجرة
تتكرر مثل هذه الحوادث بشكل مأساوي في كاليه والمناطق المحيطة، حيث يفقد المهاجرون حياتهم أثناء محاولاتهم عبور المانش للوصول إلى المملكة المتحدة.
ووفقاً لتقارير ميدانية، يعتمد كثير من المهاجرين على قوارب مطاطية خطرة يديرها مهربون، فيما يحاول آخرون التسلل إلى الشاحنات أو العبّارات، وغالباً ما تنتهي هذه المحاولات بحوادث دامية.
في مايو الماضي، لقي مهاجر إريتري مصرعه بعدما صدمته شاحنة في منطقة مارك، كما توفيت امرأة صومالية في 12 أغسطس أثناء محاولتها عبور المانش، ليرتفع عدد المهاجرين الذين فقدوا حياتهم هذا العام إلى 19 شخصاً، بحسب إحصاءات رسمية فرنسية.
ظروف غير إنسانية
تدين منظمات إنسانية باستمرار الظروف القاسية التي يعيشها المهاجرون في المخيمات العشوائية المنتشرة حول كاليه، حيث تنعدم الخدمات الأساسية وتتصاعد حدة التوترات بينهم، وسط انتهاكات تشمل إطلاق النار والاعتداءات الجسدية.
ففي يوليو الماضي، أصيب مهاجر بطلق ناري في لون-بلاج، وفي يونيو توفي مهاجران إيرانيان متأثرين بجراحهما نتيجة إطلاق نار، في حين أصيب عدة سودانيين بينهم رضيع.
تأتي هذه المأساة في وقت تستمر فيه محاولات عبور المانش رغم الاتفاقية الجديدة بين فرنسا والمملكة المتحدة، التي تنص على تبادل المهاجرين بشكل ثنائي.
لكن الإحصاءات تظهر أن الاتفاقية لم تحد من الأعداد؛ إذ وصل أكثر من 50 ألف شخص إلى بريطانيا عبر قوارب صغيرة بين يوليو 2024 وأغسطس 2025، بينهم أكثر من 27 ألفاً منذ بداية هذا العام فقط.
دعوات لحماية المهاجرين
تؤكد منظمات حقوقية أن السياسات الأمنية وحدها لا يمكن أن توقف المأساة، وأن غياب بدائل قانونية وآمنة للهجرة يترك المهاجرين رهائن للمهربين، ما يحول بحر المانش وقنوات كاليه إلى مسرح للموت المتكرر.
وتدعو هذه المنظمات الحكومات الأوروبية إلى معالجة جذور الأزمة، وتوفير مسارات لجوء آمنة تحمي حياة آلاف الباحثين عن الأمان والكرامة.