القضاء المكسيكي يتهم رجلين بعد العثور على 383 جثة متحللة داخل محرقة
القضاء المكسيكي يتهم رجلين بعد العثور على 383 جثة متحللة داخل محرقة
وجهت السلطات القضائية في ولاية شيواوا شمال المكسيك، اتهامات جنائية خطِرة لرجلين على خلفية العثور على 383 جثة مهملة داخل محرقة جثث خاصة في مدينة سيوداد خواريز، بالقرب من الحدود مع الولايات المتحدة.
انتهاك حرمة الموتى
قال مكتب المدعي العام في شيواوا، في بيان رسمي الجمعة، إن الرجلين -وهما مالك محرقة الجثث وموظف يعمل لديه- يواجهان اتهامات تتعلق بـانتهاك قانون الدفن، وعدم احترام الجثث والرفات البشرية، والتصرف غير القانوني في بقايا الموتى وفق فرانس برس.
وفي مؤتمر صحفي، أكد المدعي العام سيزار خوريغي أن التحقيقات أثبتت أن الجثث تراكمت داخل المبنى بشكل غير إنساني، ولم تُحرق كما كان مخططًا، كما أشار إلى أن الجثث تعود لأشخاص توفوا خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، وتم تحنيطها تمهيدًا لحرقها، لكن العملية لم تُنجز قط.
الواقعة التي هزّت الرأي العام المكسيكي والدولي، كُشف عنها أواخر يونيو، لتسلّط الضوء على أزمة متفاقمة في التعامل مع الموتى في بلد تنهشه العنف والجريمة المنظمة.
ضحايا من دون أسماء
في البداية، تم العثور على 381 جثة مكدسة، قبل أن يُعثر على جثتين إضافيتين لاحقًا، ليرتفع العدد إلى 383 جثة، في واحدة من كبرى فضائح إدارة الموتى في المكسيك خلال السنوات الأخيرة.
وأكد خوريغي أن الجهات المختصة تمكنت حتى الآن من تحديد هوية 27 جثة فقط، في حين فُحصت 148 جثة أخرى بانتظار التعرف إليها. وقال:
"نحن على تواصل حاليًا مع العائلات لإبلاغها.. لكننا نواجه صعوبات هائلة في ظل هذا الكم من الجثث والبيانات المحدودة".
انهيار الخدمة بعد وفاة المالك
أوضح البيان أن الخلل الكبير في عمل المحرقة بدأ بعد وفاة مالكها السابق، حيث فقد المديرون الجدد السيطرة على العمليات اليومية، وبدأت الجثث تتكدس دون حرق أو معالجة.
هذا القصور المؤسسي حوّل المبنى إلى ما يشبه المقبرة الجماعية، وفقًا لتقارير إعلامية وحقوقية محلية.
أزمة شرعية في دولة مثقلة بالعنف
لا تُعد هذه الواقعة معزولة، بل هي جزء من أزمة أوسع تضرب النظام الطبي الشرعي في المكسيك، الذي يُعاني من عجز في الكوادر، وضعف في التمويل، وتضخم في عدد الجثث مجهولة الهوية، خاصة في المناطق المتضررة من الجريمة المنظمة.
وفقًا لمراقبين، أدى هذا التراكم إلى تباطؤ خطِر في فحص الجثث وتحديد هويات الضحايا، ما يترك عائلات بأكملها في دوامة انتظار طويلة ومؤلمة لمعرفة مصير أحبّائهم المفقودين.
تعيش المكسيك أزمة حادة في أنظمتها القضائية والطبية الشرعية منذ سنوات، وسط تصاعد العنف الناتج عن الجريمة المنظمة، وتُقدّر المنظمات الحقوقية وجود آلاف الجثث مجهولة الهوية في مشارح أو مقابر جماعية، كثير منها يعود لضحايا النزاعات بين عصابات المخدرات أو لحالات إخفاء قسري.
مدينة سيوداد خواريز، الواقعة على الحدود مع الولايات المتحدة، تُعد من أكثر المدن تضررًا من هذه الأزمة، حيث ارتفعت معدلات الجريمة والاختفاء القسري خلال العقد الأخير بشكل مقلق.