"الصليب الأحمر": آلاف الإصابات بمواقع توزيع المساعدات تُنهك نظام غزة الصحي

"الصليب الأحمر": آلاف الإصابات بمواقع توزيع المساعدات تُنهك نظام غزة الصحي
مصابون فلسطينيون قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، إن الانفجار الكبير في عدد الإصابات الناتجة عن حوادث مرتبطة بتوزيع المساعدات في قطاع غزة أنهك النظام الصحي المنهار أساسًا، وفاقم من معاناة الطواقم الطبية العاملة في ظروف شبه معدومة.

وذكرت اللجنة في بيان أن المستشفى الميداني التابع لها في جنوب قطاع غزة سجل منذ أواخر مايو الماضي ما لا يقل عن 200 وفاة، إضافة إلى أكثر من 2200 جريح، معظمهم أصيبوا بطلقات نارية، في أكثر من 21 حادثة جماعية منفصلة.

وأوضح البيان أن حجم الإصابات وتكرار الحوادث غير مسبوق، وأن عدد الجرحى الذين استقبلهم المستشفى خلال الأسابيع الستة الأخيرة يفوق ما استقبله طول العام الماضي في حالات مشابهة.

جميع الموظفين يشاركون

دفعت كثافة الإصابات وتردي الإمكانات، طواقم الصليب الأحمر إلى توسيع أدوارهم بشكل غير تقليدي. فقد أصبح المعالجون الفيزيائيون يساعدون على تنظيف الجروح وتضميدها، ويسهمون في مراقبة العلامات الحيوية، في حين يعمل عمّال النظافة مساعدين في الإسعاف ويحملون النقالات عند الحاجة.

كما اضطرت القابلات إلى تقديم الرعاية التلطيفية، في مشهد يعكس عمق الانهيار في المنظومة الصحية وغياب الحد الأدنى من الموارد الأساسية.

توزيع الغذاء وسط الرصاص

بدأت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، توزيع مساعدات غذائية في قطاع غزة يوم 26 أمايو، بعد أكثر من شهرين من الحصار الإسرائيلي الكامل على دخول الغذاء والدواء، وسط تحذيرات من خطر المجاعة الشاملة.

لكن عمليات التوزيع تجري في ظروف من الفوضى والقتل، مع تقارير شبه يومية عن استهداف الحشود التي تصطف لتلقي المساعدات.

ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قُتل أكثر من 500 فلسطيني خلال محاولتهم الوصول إلى هذه المساعدات، في حين تؤكد وزارة الصحة في غزة أن عدد الضحايا بلغ 758 قتيلًا منذ بدء العمليات.

واعترف الجيش الإسرائيلي مرارًا بإطلاق النار في محيط مراكز توزيع المساعدات، لكنه برر ذلك بالقول إنه استهدف "مشتبهًا بهم" يشكلون "تهديدًا".

الهلال الأحمر يُغلق عيادة جديدة

أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الثلاثاء، توقف العمل في عيادة الزيتون بمدينة غزة، بعد سقوط قذائف على المنطقة المحيطة بها.

وقال بيان الجمعية إن العيادة كانت تخدم آلاف المرضى يوميًا، وإن إغلاقها سيُجبر المواطنين على قطع مسافات طويلة للحصول على الرعاية الصحية أو تطعيمات الأطفال.

وأضافت الجمعية أن 18 عيادة طبية تابعة لها خرجت عن الخدمة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، نتيجة أوامر الإخلاء والهجمات المتكررة.

المستشفيات بلا كهرباء ولا إسعاف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في تقرير صدر الاثنين، إن استمرار منع إسرائيل لدخول الوقود إلى غزة منذ 4 أشهر أدى إلى توقف أغلب مقومات العمل الصحي والإنساني.

وأوضح التقرير أن غياب الوقود يعني انعداماً تاماً لخدمات الإسعاف، توقف الكهرباء في المستشفيات، وتعذر تشغيل محطات تحلية المياه.

وأشار إلى أن مقدمي الخدمات في غزة يقتصدون بشدة فيما تبقى من الإمدادات، لكن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر لدعم عمليات إنقاذ الحياة لفترة أطول.

منذ أكتوبر 2023، يعيش قطاع غزة تحت حصار غير مسبوق فرضته إسرائيل، أدى إلى انهيار شامل في البنى التحتية الصحية والخدمية، وسط عمليات عسكرية واسعة النطاق تسببت في دمار المستشفيات، وتراجع القدرة الطبية إلى مستويات حرجة.

ويعاني السكان نقصاً حاداً في الغذاء، والماء، والدواء، والوقود، في حين تحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة، وتعد قضية توزيع المساعدات واحدة من أكثر النقاط اشتعالًا في الصراع القائم، حيث تتحول مراكز توزيع الغذاء إلى بؤر استهداف واشتباك مباشر، ما يفاقم معاناة المدنيين ويُنهك الكوادر الطبية التي تعمل في ظروف غير إنسانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية