بابا الفاتيكان يدعو إلى "نظرة شفقة" نحو الفقراء وضحايا الحروب

بابا الفاتيكان يدعو إلى "نظرة شفقة" نحو الفقراء وضحايا الحروب
البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان

في رسالة تحمل دلالات إنسانية عميقة، دعا بابا الفاتيكان ليون الرابع عشر اليوم الأحد، إلى التحلي بالتعاطف والشفقة تجاه فقراء العالم، وخاصة أولئك الذين قهرتهم الحروب والأنظمة الاستبدادية، مشددًا على أن نظرة الإنسان للآخر تعكس ما في قلبه.

جاءت هذه الدعوة خلال قداس أقامه البابا في كنيسة القديس توماس في فيلانوفا، الواقعة في بلدة كاستل غاندولفو جنوب العاصمة الإيطالية روما، حيث يقضي إجازته الصيفية، متمسكًا بتقليد بابوي قديم يقضي بقضاء فترة الصيف في المقر البابوي الصيفي بهذه البلدة التاريخية، بحسب ما ذكرت وكالة "الأسوشيتد برس".

وأكد البابا خلال عظته الروحية على ضرورة أن نُمعن النظر في معاناة الآخرين لا كعابري سبيل، بل كبشرٍ تدفعهم الرحمة والضمير لملاقاة الألم والتفاعل معه. 

نظرتنا للآخرين مهمة

وقال بابا الفاتيكان: "إن نظرتنا للآخرين مهمة، لأنها تكشف ما في قلوبنا، يمكن أن ننظر ونمضي، لكن يمكن أن ننظر ونتأثر بدافع من الشفقة".

وأضاف أن هذه النظرة الرحيمة تصبح أكثر إلحاحًا حين تتجه نحو "أولئك الذين جرّدتهم الأنظمة الاستبدادية من ممتلكاتهم، وأفقرهم الاقتصاد الظالم، وسلبتهم الحروب أحلامهم وأعمارهم"، مشيرًا إلى أن الكوارث السياسية والاقتصادية تخلّف ملايين الضحايا الذين لا تلتفت إليهم الأنظمة ولا الإعلام بما يكفي.

ووجه البابا ليو، الذي ينتمي إلى الرهبنة الأوغسطينية التي تربطها علاقات روحية بهذه الكنيسة، رسالة ضمنية إلى قادة العالم، داعيًا إلى تغليب العدالة على مصالح القوة، وإعادة الكرامة إلى المجتمعات المنكوبة بالعنف والاضطهاد والفقر.

العدالة الاجتماعية والفقراء

انتُخب البابا ليون الرابع عشر على رأس الكنيسة الكاثوليكية في يونيو 2024، خلفًا للبابا فرنسيس، ويُعرف عنه ميله للبساطة والتركيز على قضايا العدالة الاجتماعية والفقراء، كما أنه يواصل توجيه نداءات متكررة من أجل وقف الحروب، وحماية اللاجئين، ورفع الظلم عن الشعوب المضطهدة، لا سيما في إفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.

ويُعد هذا الظهور العلني للبابا في كاستل غاندولفو رسالة رمزية على ارتباط المؤسسة الدينية بمكانتها التاريخية، إضافة إلى إعادة إحياء التقاليد القديمة التي توقفت خلال فترة بعض الباباوات السابقين.

وفي ظل الأزمات المتلاحقة التي يشهدها العالم، من الحروب والنزاعات المسلحة، إلى اتساع رقعة الفقر وتزايد أعداد اللاجئين، يبدو صوت الفاتيكان، كما عبر عنه البابا ليون الرابع عشر، تذكيرًا أخلاقيًا عالميًا بضرورة إعادة البوصلة الإنسانية إلى مكانها الطبيعي: الرحمة أولًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية