فيضانات كوريا الجنوبية تودي بحياة 3 أشخاص وتجبر الآلاف على الفرار
فيضانات كوريا الجنوبية تودي بحياة 3 أشخاص وتجبر الآلاف على الفرار
دمرت أمطار غزيرة غير مسبوقة حياة المئات في كوريا الجنوبية، بعدما تسببت في مقتل 3 أشخاص على الأقل وإجلاء نحو ألف آخرين، في موجة من السيول تُعدّ الأشد منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في البلاد عام 1904، وفق ما أعلنته السلطات الكورية، اليوم الخميس.
وأودت الأمطار العنيفة بحياة سائق سيارة في مدينة أوسان، الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا جنوبي العاصمة سيول، بعدما انهار جدار دعم يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار من أحد الجسور وسحق مركبته بالكامل، وفق وكالة “فرانس برس”.
وفقد مسنّان حياتهما في منطقة تشونغتشونغ الجنوبية؛ أحدهما جرفته السيول أمام منزله، فيما عُثر على الآخر جثة هامدة داخل شقة تحت الأرض غمرتها المياه، في مشهد يعكس الخطر المتفاقم على الفئات الضعيفة والمسنين خلال الكوارث الطبيعية.
وأشارت وزارة الداخلية والأمن إلى أن عمليات الإجلاء شملت نحو ألف شخص في عدة مناطق متضررة، وسط استمرار خطر الانهيارات الأرضية وارتفاع منسوب الأنهار والسيول المفاجئة.
مستوى تاريخي للأمطار
أعلنت وكالة الأرصاد الجوية الكورية أن منطقة سيوسان، الواقعة جنوب العاصمة، سجّلت 114.9 مليمتر من الأمطار في ساعة واحدة، في ما وصفه أحد المسؤولين في الوكالة بأنه "حدث لا يتكرر إلا مرة كل مئة عام".
وأكد في تصريحات نقلتها وكالة "فرانس برس" أن هذا المعدل هو الأعلى منذ بدء القياسات في عام 1904.
وأرجع الخبراء هذا الوضع الكارثي إلى وصول هواء دافئ ورطب من حافة المرتفع الجوي للمحيط الهادئ الشمالي، ما تسبب في اضطراب جوي شديد وسقوط كميات هائلة من الأمطار في وقت وجيز.
وأغرقت مياه الأمطار أحياءً كاملة في مدينة سيوسان، حيث بثت القنوات المحلية مشاهد لسيارات غارقة، ومحال تجارية وسكنية تحوّلت إلى برك موحلة.
وأغلقت السلطات المدارس ودور الحضانة في عدة مناطق، في محاولة لحماية الأطفال وتخفيف حركة السكان في الشوارع المغمورة بالمياه.
وأعلنت أجهزة الطوارئ حالة التأهب القصوى، بينما تتواصل عمليات الإنقاذ والإجلاء باستخدام القوارب والمروحيات في بعض المناطق المنكوبة.
مأساة في ظل تغير المناخ
استرجع السكان ذكريات موجعة للفيضانات المدمرة في أغسطس 2022، حين لقي 11 شخصًا حتفهم بسبب أمطار استثنائية مشابهة.
وحذر علماء البيئة من أن هذه الظواهر الجوية العنيفة أصبحت أكثر تواترًا بسبب تغيّر المناخ العالمي، مؤكدين أن الانبعاثات الحرارية وزيادة درجات حرارة المحيطات تسهم في زيادة شدة الأعاصير وموجات الأمطار الغزيرة.
ودعت منظمات حقوق الإنسان إلى ضرورة حماية الفئات الهشة، خاصة كبار السن وسكان الأحياء الفقيرة، الذين غالبًا ما يقطنون في مبانٍ متهالكة أو مساكن منخفضة المستوى يسهل اجتياحها بالمياه.
وناشدت هيئات الإغاثة الحكومة الكورية الجنوبية بضرورة إعادة تقييم خطط الطوارئ والإيواء، لضمان توفير ملاذات آمنة وسريعة للفارين من الكوارث الطبيعية، كما دعت إلى دعم المتضررين نفسيًا واجتماعيًا، إلى جانب إعادة بناء ما تهدّم من ممتلكات وطرق وبنية تحتية.