"فيضانات باكستان".. السيول تجرف السيارات وتجبر السكان على النزوح

"فيضانات باكستان".. السيول تجرف السيارات وتجبر السكان على النزوح
السيول تجرف السيارات في باكستان

في مشهد يتكرر كل موسم أمطار، ضربت فيضانات مفاجئة العاصمة الباكستانية إسلام آباد، مُحوِّلةً أحد أبرز وجهاتها السياحية في تلال مارغالا إلى منطقة منكوبة، حيث اجتاحت السيول قرية سيدبور، وجرفت معها مركبات وسكانًا في مشهد درامي وثقته عدسات المواطنين ومواقع التواصل. 

تأتي هذه الكارثة ضمن موجة أمطار موسمية غير مستقرة تضرب منطقة البنجاب وتهدد بمزيد من الفيضانات والانهيارات الأرضية، وسط تحذيرات متكررة من هيئة إدارة الكوارث المحلية، بحسب ما ذكر موقع "باكستان اليوم"، الاثنين.

واجتاحت مياه السيول قرية سيدبور، إحدى أبرز نقاط الجذب السياحي في العاصمة، وتسببت في جرف سيارات وشاحنات ودراجات نارية قرب مطعم "ديس بارديس" المعروف، والذي يقصده السياح والزوّار المحليون بكثافة. 

وأُجبر العشرات من المواطنين والمقيمين على الفرار، بعدما ارتفع منسوب المياه بشكل مفاجئ وسريع.

وتداول ناشطون مقاطع مصورة أظهرت قوة اندفاع المياه وهي تحمل السيارات الثقيلة وسط الشوارع الضيقة، وتغمر المحلات والمنازل، بينما تعالت الصرخات في أجواء من الفوضى والهلع. 

وروى شهود عيان مشاهد الاحتجاز داخل المركبات والمتاجر، قبل أن تتدخل فرق الإنقاذ لفتح الطرقات ومساعدة العالقين.

أضرار واستنفار حكومي

أكدت السلطات الباكستانية أن الفيضانات تسببت في أضرار مادية جسيمة، وشددت على أن التحقيقات ستُجرى بشأن المباني غير القانونية المقامة على مجاري السيول. 

وصرّح مسؤولون محليون أن الحكومة ستباشر بهدم هذه الأبنية فور انحسار مياه الأمطار، لما تمثله من خطر مباشر على الأرواح خلال الكوارث.

وباشرت فرق الصرف الصحي في إزالة المياه من الأحياء المتضررة، خاصة في المناطق المنخفضة التي شهدت أسوأ تدفق للمياه. كما تم فتح مراكز طوارئ قريبة من المنطقة لتوفير مأوى مؤقت للعائلات المتضررة، في حين لا تزال أعمال تقييم الأضرار مستمرة.

تحذيرات من كارثة أوسع

تأتي هذه الفيضانات في وقت رفعت فيه هيئة إدارة الكوارث الإقليمية في البنجاب (PDMA) مستوى التأهب إلى الحد الأقصى، بعد تحذيرات متكررة منذ بداية يوليو بشأن احتمالية وقوع فيضانات في المناطق الجبلية والمنخفضة على حد سواء. 

وأكدت الهيئة في بيان حديث أن الوضع لا يزال خطرًا، وأن الفيضانات قد تستمر حتى 25 يوليو الجاري بسبب الأمطار الموسمية المستمرة.

ودعت السلطات المواطنين إلى تجنب السفر غير الضروري، لا سيما في المناطق المعرضة للانهيارات الطينية والسيول، مثل تلال مارغالا ووديان البنجاب، مع ضرورة الابتعاد عن ضفاف الأنهار والمجاري المائية.

خطر يتطلب حلًا جذريًا

رغم الاعتياد السنوي على الأمطار الموسمية في باكستان، إلا أن تكرار الفيضانات المفاجئة يعكس ضعف البنية التحتية وسوء التخطيط العمراني، خاصة في المناطق السياحية غير المؤهلة لمواجهة الكوارث الطبيعية. 

ويُحمّل ناشطون بيئيون الحكومة مسؤولية تجاهل تحذيرات سابقة بشأن بناء المرافق السياحية والتجارية على مجاري السيول، الأمر الذي يزيد من حجم الكارثة سنويًا.

ويؤكد خبراء المناخ أن التغيرات المناخية المتسارعة جعلت من الأمطار الموسمية أكثر غزارة وأقل توقعًا، وهو ما يستدعي تغييرات جذرية في إدارة المدن، وتفعيل خطط الإخلاء والإنذار المبكر، خصوصًا في المدن الجبلية والسياحية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية