أزمة تتفاقم.. الأمم المتحدة تخصص 10 ملايين دولار لدعم الأفغان العائدين من إيران
أزمة تتفاقم.. الأمم المتحدة تخصص 10 ملايين دولار لدعم الأفغان العائدين من إيران
أعلن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، الثلاثاء، تخصيص 10 ملايين دولار من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ (CERF) لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة على حدود أفغانستان.
يأتي ذلك في ظل الزيادة الكبيرة في أعداد العائدين من إيران خلال الأسابيع الأخيرة، حيث عاد نحو 339 ألف شخص خلال الأيام الاثني عشر الأولى فقط من شهر يوليو، ليرتفع العدد الإجمالي للعائدين منذ بداية العام إلى 1.1 مليون شخص وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
أطفال بلا مرافقين وضغوط على المجتمعات
تشير بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن أكثر من 60% من العائدين هم عائلات، في حين يشكل الأطفال دون سن 18 عاماً حوالي 43% منهم، من بينهم أعداد متزايدة من الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم، الأمر الذي يثير قلقاً بالغاً حول حمايتهم.
وتتركز وجهة العائدين بشكل رئيسي إلى المدن الكبرى مثل هرات وكابول، حيث يعاني الكثير منهم من الحاجة الماسة للدعم الإنساني العاجل في ظل ندرة الموارد.
مساعدات على الحدود.. لكن الحاجة أكبر
حتى الآن من هذا العام، تمكّنت الأمم المتحدة وشركاؤها من تقديم مساعدات غذائية لما يقرب من 600 ألف شخص على الحدود، بالإضافة إلى تقديم دعم صحي لأكثر من 500 ألف شخص.
رغم هذه الجهود، تؤكد الأمم المتحدة أن الموارد الحالية غير كافية لمواجهة حجم الأزمة، حيث تفرض موجة العودة ضغطاً إضافياً على المجتمعات المضيفة الضعيفة أصلاً، والتي تعاني من محدودية الخدمات والبنية التحتية.
فجوة تمويل ضخمة تهدد الاستجابة
بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، لا تزال خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية لأفغانستان لعام 2025 تواجه فجوة تمويل كبيرة تزيد عن 1.8 مليار دولار حتى منتصف العام، ما يعرّض مئات آلاف الأسر لخطر البقاء دون مساعدة كافية.
منذ عودة حركة طالبان إلى الحكم في أغسطس 2021، تواجه أفغانستان أزمة إنسانية غير مسبوقة تفاقمت بفعل الانهيار الاقتصادي والعقوبات الدولية، ما دفع ملايين الأسر إلى الفقر المدقع.
في عام 2024 وحده، قدرت الأمم المتحدة أن 23.7 مليون شخص -أكثر من نصف سكان البلاد- بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية.
وتزيد موجة العائدين الأخيرة من إيران الضغوط على بلد يعاني أصلاً من البطالة الحادة، وندرة الغذاء والدواء، وضعف البنية التحتية، لتتحول رحلة العودة بالنسبة للكثيرين إلى مواجهة جديدة مع الجوع والفقر وانعدام الأمان.