حرائق الغابات تلتهم أراضي زراعية في اليونان وتسبب خسائر بشرية ومادية

واصلت طائرات الإطفاء والمروحيات، عملياتها المكثفة في مناطق مختلفة من اليونان، في محاولة للسيطرة على موجة حرائق الغابات التي التهمت مساحات شاسعة من الأراضي وتسببت في خسائر بشرية ومادية فادحة. 

وتوزعت بؤر النيران على مناطق متفرقة شملت شمال العاصمة أثينا، وجزر إيفيا وكيثيرا وكريت، بالإضافة إلى شبه جزيرة بيلوبونيز، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، اليوم الاثنين.

وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية أن المناطق الشمالية من أثينا كانت من بين أكثر المناطق تضررًا، حيث اندلعت النيران في مناطق سكنية وتسببت في تدمير أو إتلاف منازل عدة. 

وعلى الرغم من أن السلطات أعلنت خلو المنطقة من جبهات نشطة، فإن جيوبًا صغيرة من الجمر ما زالت تشتعل بشكل متفرق، مهددة بعودة اللهب في أي لحظة.

تصاعدت الأزمة في إيفيا

اضطرت فرق الطوارئ إلى إجلاء قرى عدة من جزيرة إيفيا، ثاني أكبر جزر اليونان، بعدما أتت الحرائق على أراضٍ زراعية ومزارع ماشية، وأصيب ستة من رجال الإطفاء بجروح استدعت نقلهم إلى المستشفى. 

وتُعد هذه الجزيرة من أكثر المناطق تأثرًا بموجات الحرائق خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الكارثة الكبرى التي شهدتها في صيف 2021، عندما احترقت آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية.

واندلعت حرائق عنيفة في مدينة خانيا الساحلية الواقعة بجزيرة كريت، حيث أتت ألسنة اللهب على عدد من المنازل وكنيسة ومركبات مدنية، قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة على الوضع جزئيًا. 

وفي جزيرة كيثيرا الجنوبية، خرجت النيران عن السيطرة أيضًا، ما دفع السلطات إلى إجلاء نحو 139 شخصًا إلى مناطق آمنة.

عرقلة جهود الإطفاء

تسببت الرياح المتغيرة في المنطقة الجبلية قرب بلدة كيباريسيا في صعوبات كبيرة لفرق الإطفاء، حيث تغير اتجاه الرياح فجأة، ما زاد من اتساع رقعة الحريق. 

وذكرت وسائل إعلام يونانية أن الجهود ما زالت مستمرة رغم التحديات الجوية، وسط تحذيرات من استمرار خطر تجدد النيران.

وأعلنت الحكومة اليونانية أنها طلبت مساعدة فورية من آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، وصرح المتحدث باسم قطاع الإطفاء، فاسيليس فاثراكوجيانس، للإذاعة الوطنية، أن بلاده طلبت ست طائرات إطفاء من دول أوروبية، ومن المتوقع أن تصل اثنتان منها من إيطاليا في وقت لاحق من اليوم.

تحذيرات بسبب الجفاف

حذر خبراء الأرصاد الجوية من أن خطر اندلاع حرائق جديدة لا يزال مرتفعًا بسبب فترة الجفاف الطويلة، مؤكدين أن أي شرارة صغيرة قد تكون كفيلة بإشعال نيران واسعة الانتشار. 

ولا تزال السلطات في حالة تأهب قصوى، وسط تقارير عن نقل عشرات المصابين إلى المستشفيات بسبب استنشاق الدخان الكثيف.

تعاني اليونان كل صيف من موجات حرائق عنيفة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الشديد، وازدادت هذه الحرائق حدة في السنوات الأخيرة نتيجة التغير المناخي، حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة في بعض المناطق، ما أسهم في نشوب النيران بشكل متكرر. 

وتُعد فترة الصيف عام 2021 واحدة من أكثر الفترات كارثية، حيث تم تسجيل مئات الحرائق التي دمرت آلاف الهكتارات من الغابات.