كارثة غير مسبوقة.. المجاعة تفتك بأطفال غزة وسط استمرار حرب الإبادة

كارثة غير مسبوقة.. المجاعة تفتك بأطفال غزة وسط استمرار حرب الإبادة
أطفال ينتظرون المساعدات الغذائية في غزة - أرشيف

تفاقمت الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مع تحذيرات دولية من خطر موت جماعي يهدد الأطفال، في ظل استمرار المجاعة الشاملة التي تتداخل مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023، وسط غياب أي بوادر لوقف إطلاق النار أو إدخال المساعدات بشكل منتظم.

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في بيان صدر اليوم الاثنين، أن جميع سكان القطاع يعانون من الجوع، إلا أن الأطفال يواجهون المصير الأسوأ، إذ يضطرون للتخلي عن التعليم والمخاطرة بحياتهم للحصول على لقيمات تسد الرمق. 

وشددت المنظمة على أن السماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكافٍ بات أمراً ضرورياً لتفادي كارثة أوسع.

تحذيرات من مجاعة

أدانت اليونيسف، وهي الجهة الأممية المسؤولة عن حماية حقوق الأطفال، استمرار إغلاق المعابر منذ الثاني من مارس الماضي، مؤكدة أن المجاعة القاتلة ليست عرضاً جانبياً، بل نتيجة مباشرة لحصار مشدد وسياسة تجويع ممنهجة. 

واتهمت المنظمة الجيش الإسرائيلي بمنع وصول الغذاء والدواء والإغاثة، رغم النداءات الأممية المتكررة.

وكشف أحدث تقرير للمنظمة أن 134 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية منذ اندلاع الحرب، من بينهم 88 طفلاً. 

وحذرت من أن أكثر من 100 ألف طفل مهددون بالموت في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه، في ظل انهيار شبه كامل لمنظومة الصحة والتغذية.

نداءات إنقاذ عاجلة

طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، بإدخال فوري للمساعدات الإنسانية، محذراً من أن استمرار استهداف المدنيين الذين يحاولون الحصول على الغذاء هو "جريمة ضد الإنسانية". 

وأكد أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يتمكن من تناول أي طعام منذ أيام، فيما يُقتل من يحاول الوصول إلى المساعدات.

انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كذلك الإنزال الجوي الإسرائيلي للمساعدات، واعتبرته "غير مجدٍ"، مؤكدة أن هذه الأساليب لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية اليومية، ولا تُمثل بديلاً عن فتح المعابر البرية وضمان تدفق دائم ومنتظم للإغاثة.

مزيد من الضحايا

واصلت القوات الإسرائيلية هجماتها على مختلف مناطق القطاع في اليوم الـ661 من الحرب، ما أسفر عن استشهاد 41 شخصاً، بينهم 8 مدنيين تم استهدافهم أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية، وفق ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. كما أُصيب عشرات آخرون بجروح متفاوتة.

وأدّى استمرار الحرب منذ أكثر من 21 شهراً إلى مقتل وإصابة أكثر من 204 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال أكثر من 9 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض أو في عداد المختفين. 

وتُرغم المجاعة والعنف مئات آلاف الأسر على النزوح المتكرر داخل القطاع، في ظروف تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

حرب إبادة ممنهجة 

تشهد غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 حرباً وُصفت بأنها الأشد فتكاً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تتبع إسرائيل سياسة الأرض المحروقة، وتستهدف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومراكز توزيع الغذاء. 

ويُعد الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2007 واحداً من أطول حالات الإغلاق القسري في العالم، لكنه تصاعد إلى مستوى غير مسبوق منذ بدء الحرب الأخيرة.

يفيد مراقبون حقوقيون بأن ما يجري في غزة قد يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا سيما في ظل التوثيق المستمر لاستخدام التجويع كسلاح عسكري. 

وعلى الرغم من الإدانات الواسعة، لا تزال الجهود الدولية لفرض وقف دائم لإطلاق النار تواجه عرقلة داخل مجلس الأمن بسبب الانقسام بين القوى الكبرى، ما يزيد من معاناة الفلسطينيين يومًا بعد يوم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية