الفاشر تختنق جوعاً.. قوى سياسية تطالب بفتح ممرات إنسانية لإنقاذ المدنيين

الفاشر تختنق جوعاً.. قوى سياسية تطالب بفتح ممرات إنسانية لإنقاذ المدنيين
الفاشر السودانية- أرشيف

دخلت مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، مرحلة كارثية غير مسبوقة مع استمرار الحصار المفروض عليها من قبل قوات الدعم السريع وتصاعد الهجمات المسلحة التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.

وندّدت قوى سياسية ولجان مقاومة، في بيان مشترك صدر، الخميس، بما وصفته بـ"الحصار الوحشي والجريمة المنظمة ضد سكان الفاشر"، محمّلة قوات الدعم السريع مسؤولية القتل والتجويع والترويع، واستهداف المرافق الصحية والخدمية. 

واعتبر البيان أن ما يحدث في المدينة يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، تستوجب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي.

كارثة إنسانية غير مسبوقة

أشار البيان إلى أن المدنيين في الفاشر يواجهون خطر الفناء الجماعي بسبب إغلاق الأسواق ومنع دخول الإغاثة، ما أدى إلى انعدام كامل للسلع الأساسية وتوقف المطابخ الجماعية التي كانت تطعم آلاف المحتاجين يوميًا. 

وأكدت القوى السياسية في بيانها أن السكان باتوا يعيشون على أعلاف الحيوانات "الأمباز" في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة.

ولا يقل الوضع الصحي في المدينة سوءًا؛ فقد تعطلت المستشفيات بالكامل تقريبًا وسط انتشار أمراض الكوليرا وسوء التغذية الحاد، وغياب الرعاية الصحية والمياه النظيفة. 

وبحسب تقييم أممي صدر في 8 يوليو المنقضي، فإن 38% من الأطفال دون الخامسة في مواقع النزوح بالفاشر يعانون من سوء التغذية الحاد، بينهم 11% يواجهون سوء تغذية حادًا وخيمًا يهدد حياتهم مباشرة.

مطالب بوقف إطلاق النار

طالب البيان بوقف فوري لإطلاق النار في الفاشر وانسحاب قوات الدعم السريع من محيط المدينة، مع فتح ممرات إنسانية تحت إشراف دولي لتأمين وصول الغذاء والأدوية والمياه والوقود دون عوائق. 

ودعا إلى تحقيق مستقل وتحريك آليات المحاسبة الدولية استنادًا إلى الأدلة التي جمعتها المحكمة الجنائية الدولية حول جرائم الحرب وتجويع المدنيين.

وأكدت القوى السياسية أنها تتابع بـ"قلق بالغ ووجع عميق ما تتعرض له الفاشر من كارثة إنسانية غير مسبوقة"، محذرة من أن استمرار الحصار والهجمات قد يؤدي إلى إبادة جماعية وفناء المدينة وسكانها.

معركة من أجل الحياة

عبّر البيان عن تضامن القوى السياسية والتنظيمات المدنية مع أهالي الفاشر والنازحين والمقاومين للحصار، مشددًا على أن "المعركة في المدينة لم تعد معركة سياسية أو عسكرية، بل معركة من أجل البقاء الإنساني".

ويعكس الوضع في الفاشر صورة مأساوية لأزمة السودان الممتدة منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، والتي حوّلت مناطق واسعة من البلاد إلى ساحات نزاع مفتوحة وأنتجت واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث يواجه ملايين المدنيين خطر الجوع والمرض والنزوح القسري.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية