في سجن قرتشك.. إيرانيات يُضربن عن الطعام وسط ظروف احتجاز غير إنسانية
في سجن قرتشك.. إيرانيات يُضربن عن الطعام وسط ظروف احتجاز غير إنسانية
في قلب إيران، وتحديدًا داخل أسوار سجن قرتشك بمدينة ورامين، تعيش مئات النساء واقعًا مأساويًا يتجاوز حدود الحرمان من الحرية إلى حرمان من أبسط مقومات الكرامة الإنسانية.
في بيئة خانقة بلا تهوية، ومياه غير صالحة للشرب، وطعام رديء يفتقر للجودة، تكابد السجينات ظروفًا غير آدمية تترافق مع غياب الرعاية الطبية وحرمان من التواصل مع عائلاتهن.
ومع إعلان الناشطة المعتقلة مهوش "سايه" صيدال إضرابها عن الطعام بعد نقلها إلى زنزانة انفرادية بشكل تعسفي، تسلّط الأضواء مجددًا على سجن قرتشك بوصفه رمزًا للانتهاكات الممنهجة بحق النساء السجينات في إيران، حيث يتحول الاحتجاز إلى عقوبة مضاعفة من الإهمال والتعذيب البطيء.
إضراب عن الطعام
أعلنت الناشطة الإيرانية مهوش صيدال، إضرابها عن الطعام، بعد نقلها بشكل تأديبي إلى زنزانة انفرادية في سجن قرتشك بمدينة ورامين، لتتحول قضيتها إلى صرخة جديدة تكشف حجم الانتهاكات التي تواجهها النساء المعتقلات في إيران.
صيدال لم تكن وحدها؛ فقد نُقلت معها كل من معصومة عسكري ومعصومة نساجي إلى الزنازين الانفرادية بعد احتجاجهن على الأوضاع المتدهورة وغياب الرعاية الطبية، ما زاد المخاوف على سلامتهن الجسدية والنفسية، خاصة مع ورود تقارير عن تدهور صحة مهوش بشكل مقلق، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الجمعة.
تفاقمت معاناة المعتقلات بعد الهجوم الجوي الإسرائيلي على سجن إيفين، الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 71 شخصًا.
وفي أعقاب الحادث، نُقلت جميع السجينات بشكل مفاجئ إلى سجن قرتشك، دون إخطار عائلاتهن أو السماح لهن بأخذ أدويتهن أو مقتنياتهن، اقتيدت النساء مكبّلات بالأصفاد والسلاسل، في مشهد يعكس القسوة الممنهجة في التعامل معهن.
بيئة خانقة بلا إنسانية
تصف شهادات من داخل السجن ظروفًا لا تطاق، قاعات مغلقة تشبه المصانع، بلا نوافذ أو تهوية، حيث يخيّم جو خانق، وغياب مياه صالحة للشرب أو الاستخدام اليومي، وطعام رديء يفتقر إلى الجودة، يُعتبر غير مناسب للاستهلاك الآدمي.
بالإضافة إلى انعدام الأدوية الأساسية، وحرمان من الرعاية الطبية، والتواصل الذي قد يكون محدودا أو مقطوعا مع العائلات.
وتُحتجز مئات السجينات في كل قسم، حيث يُجبر الكثير منهن على النوم على الأرض، ويقفن في طوابير طويلة لاستخدام المرافق الصحية.
وتشير التقارير أيضًا إلى سوء الصرف الصحي وانتشار الروائح الكريهة والحشرات والجرذان، ما يجعل السجن بيئة غير صحية على الإطلاق.
أمراض بلا علاج
من بين المعتقلات نساء يعانين من أمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، ومشكلات القلب. ومع ذلك، لا يُسمح لهن بالحصول على العلاج المناسب أو الوصول إلى مستشفيات خارجية، هذا الإهمال الطبي يعادل في نظر خبراء حقوق الإنسان تعذيبًا بطيئًا يهدد الحياة.
لطالما ارتبط اسم سجن قرتشك بسمعة سيئة داخل إيران وخارجها.. يصفه ناشطون بأنه "جحيم على الأرض"، حيث تُنتهك فيه الحقوق الأساسية للسجينات بشكل يومي.
ويزيد الجمع بين السجينات السياسيات والمتهمات بقضايا جنائية في ظروف متردية من خطورة الأوضاع ويُفاقم المعاناة.
دعوات للمساءلة والضغط
تكشف مأساة سجن قرتشك عن نمط ممنهج من القمع والانتهاكات، يستهدف الأصوات المعارضة ويعاقب النساء الناشطات عبر ظروف احتجاز لاإنسانية.
وتطالب منظمات حقوقية المجتمع الدولي بممارسة مزيد من الضغط على السلطات الإيرانية، من أجل ضمان حقوق السجينات، وتوفير الرعاية الطبية، وتحسين ظروف الاحتجاز بما يتماشى مع المعايير الدولية.