تفكيك شبكة لتهريب المهاجرين وضبط ورش لصناعة قوارب غير شرعية بالجزائر

أعلنت المصلحة الجهوية لمكافحة الجريمة المنظمة بمدينة قسنطينة، شرق الجزائر، عن نجاحها في تفكيك شبكة إجرامية دولية متخصصة في تهريب المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر، بعد سلسلة عمليات نوعية نفذتها الأسبوع الماضي.

وبحسب ما نقلته صحيفة النهار الجزائرية، اليوم الثلاثاء، جاءت العملية عقب تحريات مكثفة كشفت عن نشاط الشبكة في تنظيم رحلات هجرة غير شرعية انطلاقاً من ولايتي عنابة وسكيكدة، مقابل مبالغ مالية كبيرة.

المداهمات الأولية أسفرت عن توقيف أربعة أشخاص وضبط أربعة قوارب مهيأة للإبحار، إضافة إلى سترات إنقاذ بحرية، وبراميل لتخزين الوقود، وسيارتين، ومبالغ مالية يُشتبه في كونها عائدات للنشاط الإجرامي.

ورش لصناعة الزوارق

ومع تعميق التحقيقات تحت إشراف النيابة العامة، تم اكتشاف ورشة سرية بولاية المسيلة (وسط البلاد) مخصصة لصناعة زوارق التهريب. 

وأسفرت العملية عن توقيف شخصين آخرين، أحدهما صاحب الورشة، وضبط ستة قوارب غير مرخصة بمختلف الأحجام، إضافة إلى مستندات إدارية مزورة، تشمل رخص تنقل وإبحار.

وأحيل جميع المشتبه بهم إلى النيابة العامة لدى محكمة عنابة لاستكمال الإجراءات القانونية، في حين تواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها لتحديد امتدادات الشبكة وعلاقتها بجهات دولية أخرى تنشط في تهريب البشر عبر البحر المتوسط.

نقاط انطلاق قوارب الهجرة

تُعد السواحل الشرقية للجزائر، خاصة ولايات عنابة وسكيكدة، من أبرز نقاط انطلاق قوارب الهجرة غير الشرعية نحو الضفة الشمالية للمتوسط، حيث يسعى مئات الشبان سنويًا للوصول إلى إسبانيا أو إيطاليا بحثًا عن فرص عمل وحياة أفضل.

وتنشط شبكات منظمة في تهريب المهاجرين، مستفيدة من طول الشريط الساحلي وصعوبة المراقبة على مدار الساعة، إضافة إلى الطلب المتزايد على خدماتها من قبل الراغبين في الهجرة.

وتشير تقارير منظمات دولية، مثل المنظمة الدولية للهجرة، إلى أن طرق الهجرة عبر الجزائر تشهد نشاطًا متزايدًا، ليس فقط للمواطنين الجزائريين، بل أيضًا لمهاجرين قادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، الذين يستخدمون الجزائر كنقطة عبور.

ورغم الجهود الأمنية المكثفة وتفكيك عشرات الشبكات سنويًا، لا تزال هذه الظاهرة قائمة بسبب عوامل اقتصادية واجتماعية، فضلاً عن تورط أطراف دولية في عمليات التهريب عبر شبكات عابرة للحدود.