الأهواز تواجه كارثة بيئية.. بحيرات جافة وحياة برية مهددة
الأهواز تواجه كارثة بيئية.. بحيرات جافة وحياة برية مهددة
في قلب إقليم الأهواز جنوب غربي إيران، تختفي صفحة المياه العذبة التي كانت يومًا ما موطنًا للطيور المهاجرة والأسماك والنباتات النادرة، واليوم، يعلن المسؤولون عن جفاف بحيرتي ميانكران وبندون بالكامل، في حين أن هور العظيم، آخر ما تبقى من بحيرات بلاد ما بين النهرين، يكافح من أجل البقاء وسط شحّ مائي متعمد.
وحذّر عادل مُولا، مساعد مدير عام دائرة حماية البيئة في الأهواز، من أن هذه البحيرات لم تحصل على حصتها المائية من الحكومة منذ سنوات، وأن ما يُكتب في الأوراق الرسمية لا يجد طريقه إلى الطبيعة، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم السبت.
وقال مُولا: "نحن أمام أزمة خطِرة"، يقول مولا، مشيرًا إلى أن الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة، وكثرة التبخر، جعلت منسوب المياه في بحيرات الإقليم غير كافٍ حتى للحفاظ على الحد الأدنى من الحياة.
أطماع في الأرض
لم يكتف الجفاف بتجفيف ضفاف البحيرات، بل جاء الحريق ليقضي على ما تبقى، ففي 10 أغسطس، التهمت النيران مساحات واسعة من بحيرة ميانكران في حادث وصفه رجال الإطفاء بأنه متعمد، بهدف الاستيلاء على الأراضي بعد احتراقها.
هذه الحرائق، المتكررة في السنوات الأخيرة، سرّعت موت البحيرات وأعطت الضوء الأخضر لتحويلها إلى أراضٍ جافة قابلة للاستثمار أو الزحف العمراني.
هور العظيم، الممتد على أكثر من 300 ألف هكتار بين إيران والعراق، لم يسلم هو الآخر من الإهمال.
وتعيش هذه البحيرة الحدودية، التي كانت محطة استراحة لآلاف الطيور المهاجرة مثل الفلامينغو، اليوم، على تدفقات مائية متقطعة، تصلها فقط في مواسم الفيضانات، وكأنها تُسقى بالقطارة.
إلى جانب العطش، يهدد الحفر النفطي في حقل ياران وتوسيع الطرق الحياة البيئية الهشة في المنطقة.
تحذير يتكرر منذ سنوات
المسؤولون البيئيون حذروا مرارًا من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى، حرائق موسمية واسعة، نفوق الأحياء المائية والحيوانات، تصاعد العواصف الغبارية، وفقدان التنوع البيولوجي، لكن هذه الأصوات غالبًا ما تذوب في ضجيج السياسات المائية المتعثرة.
الأزمة التي تضرب الأهواز ليست مجرد مسألة بيئية، بل هي قضية حياة، ويعني جفاف البحيرات فقدان مصدر رزق الصيادين، هجرة الطيور، وتغيير ملامح المنطقة التي كانت تعرف بـ"جنة الطيور المهاجرة".
ويتطلب إنقاذ هذه البحيرات قرارات عاجلة بإطلاق الحصص المائية، ووقف التعديات، والتعامل مع الطبيعة باعتبارها ثروة وطنية لا تُعوض.