فجرت احتجاجات شعبية.. انقطاعات الكهرباء والمياه تشل حياة الإيرانيين

فجرت احتجاجات شعبية.. انقطاعات الكهرباء والمياه تشل حياة الإيرانيين
حرارة شديدة في إيران - أرشيف

أصبحت أزمة انقطاع الكهرباء والمياه جزءًا من الحياة اليومية للإيرانيين، متسببةً في تعطيل الأعمال، وإثارة موجة احتجاجات في عدة مدن، وسط غضب متصاعد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وفواتير الكهرباء الغامضة.

في صباح السبت، تجمع عشرات المواطنين والتجار في مدينة بابلسر بمحافظة مازندران شمالي إيران أمام مبنى المحافظة، احتجاجًا على الانقطاعات المتكررة للكهرباء والمياه والإنترنت، والتي تمتد يوميًا بين 6 و8 ساعات، وكان هذا رابع احتجاج خلال أسبوع واحد في المدينة، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال".

وفي مدينة بهبهان غرب البلاد، احتشد سائقو الشاحنات أمام مبنى البلدية احتجاجًا على توقف نشاط مصنع الأسمنت بسبب انقطاع الكهرباء، الأمر الذي حرمهم من الحصول على حمولاتهم.

وفي محافظة خوزستان، صعّد الأهالي من تحركاتهم، حيث أغلق سكان ثلاث قرى يوم الجمعة 24 أغسطس طريقًا رئيسيًا؛ رفضًا لمشروع نقل المياه من منبع نهر "علا"، محذرين من أنه سيؤدي إلى كارثة تمس حياتهم وزراعاتهم.

أزمة في المدن والقرى

صحيفة تسنيم التابعة للحرس الثوري أقرّت بأن مدينة بانه تعاني يوميًا من انقطاع المياه بين 8 و10 ساعات، مرجعة السبب إلى الجفاف والتغيرات المناخية، إضافة إلى الضغط السكاني والسياحي.

في المقابل، شكا مواطنون في مقاطع مصورة من أضرار جسيمة طالت حياتهم وأجهزتهم الكهربائية، وسط زيادة مفاجئة في فواتير الكهرباء تراوحت بين ثلاثة إلى سبعة أضعاف، من دون تفسير واضح من السلطات.

الأزمة لم تقف عند حدود الإزعاج اليومي، بل امتدت إلى قطاعات حيوية:

تربية الدواجن: وزير الزراعة أعلن أن المربين اضطروا لبيع الدجاج قبل وصوله إلى الوزن المناسب بسبب سوء الظروف الإنتاجية، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 26% منذ بداية العام، إذ قفز سعر الكيلو من 95 ألف تومان إلى 123-133 ألف تومان، ووصل في بعض المحلات إلى 140 ألف تومان.

قطاع الأعمال: نائب رئيس لجنة التخطيط والميزانية في البرلمان، هادي قوامي، أقرّ بأن أزمات الكهرباء والغاز والمياه، إضافة إلى تداعيات الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، ألحقت أضرارًا فادحة بالأنشطة الاقتصادية.

تبريرات الحكومة وغضب الشارع

برر المسؤولون الحكوميون الأزمة بـ"شح الموارد المائية ونقص مخزون السدود وارتفاع استهلاك الكهرباء في الصيف"، في حين ذهب مستشار الرئيس للشؤون الاجتماعية، علي ربيعي، إلى أبعد من ذلك، داعيًا الإيرانيين إلى "ترسيخ ثقافة التكيف مع الشح"، ملقيًا باللوم على "الامتيازات الاجتماعية" التي يحصل عليها المواطنون والصناعات.

وفي المقابل، وصف مولوي عبدالحميد، خطيب أهل السنة في زاهدان، الوضع في المناطق الحارة مثل سيستان وبلوشستان بأنه "مأساوي"، حيث تصل الحرارة إلى 50 درجة مئوية ويعيش الناس "بمشقة بالغة"، في ظل غلاء الخبز وفراغ الجيوب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية